ولما أقسم بهذا [القسم] المناسب لحاله صلى الله عليه وسلم، أجابه بقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30602_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك أي تركك تركا يحصل به فرقة كفرقة المودع ولو على أحسن الوجوه الذي هو مراد المودع
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ربك أي الذي أحسن إليك بإيجادك أولا، وجعلك أكمل الخلق ثانيا، ورباك أحسن تربية ثالثا، كما أنه لا يمكن توديع الليل للنهار بل الضحى للنهار الذي هو أشد ضيائه، ولا يمكن توديع الضحى للنهار ولا الليل وقت سجوه له.
ولما كان ربما تعنت متعنت فقال: ما تركه ولكنه لا يحبه، فكم
[ ص: 103 ] من مواصل وليس بواصل، قال نافيا لكل ترك:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وما قلى أي وما أبغضك بغضا ما، وحذف الضمير اختصارا لفظيا ليعم، فهو من تقليل اللفظ لتكثير المعنى، وذلك لأنه كان انقطاع الوحي عنه مدة لأنهم سألوه عن الروح وقصة أهل الكهف وذي القرنين فقال: "
أخبركم بذلك غدا " ، ولم يستثن، فقالوا: [قد] ودعه ربه وقلاه، فنزلت لذلك، ولما نزلت كبر صلى الله عليه وسلم فكان التكبير فيها وفيما بعدها سنة كما يأتي إيضاحه وحكمته آخرها، وقد أفهمت هذه العبارة أن المراتب التقريبية أربع: تقريب بالطاعات ومحبة وهي للمؤمنين، وإبعاد بالمعاصي وبغض وهي للكفار، وتقريب بالطاعات مخلوط بتبعيد للمعاصي وهي لعصاة المؤمنين، وإعراض مخلوط بتقريب بصور طاعات لا قبول لها وهي لعباد الكفار.
وقال الأستاذ
أبو جعفر بن الزبير : لما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها فجورها وتقواها ثم أتبعه بقوله في الليل:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره وبقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إن علينا للهدى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وإن لنا للآخرة والأولى فلزم الخوف واشتد الفزع وتعين على الموحد الإذعان للتسليم والتضرع في التخلص والتجاؤه إلى السميع العليم، أنس تعالى أحب عباده إليه وأعظمهم منزلة لديه، وذكر [له]
[ ص: 104 ] ما منحه من تقريبه واجتبائه وجمع خير الدارين له فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وللآخرة خير لك من الأولى ثم عدد تعالى عليه نعمه بعد وعده الكريم له بقوله: [
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى وأعقب ذلك بقوله:]
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر فقد آويتك قبل تعرضك وأعطيتك قبل سؤالك، فلا تقابله بقهر من تعرض وانتهار من سأل، وقد حاشاه سبحانه عما نهاه [عنه] ولكنه تذكير بالنعم وليستوضح الطريق [من] وفق من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، أما هو صلى الله عليه وسلم فحسبك من تعرف رحمته ورفقه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وكان بالمؤمنين رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ثم تأمل
nindex.php?page=treesubj&link=28862استفتاح هذه السورة ومناسبة ذلك المقصود ولذلك السورة قبلها برفع القسم في الأولى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى تنبيها على إبهام الأمر في السلوك على المكلفين وغيبة حكم العواقب، وليناسب هذا حال المتذكر بالآيات وما يلحقه من الخوف مما أمره غائب عنه من تيسيره ومصيره واستعصامه به يحصل اليقين واستصغار درجات المتقين، ثم لما لم يكن هذا غائبا بالجملة
[ ص: 105 ] عن آحاد المكلفين أعني ما يثمر العلم اليقين ويعلي من أهل للترقي في درجات المتقين، بل قد يطلع سبحانه خواص عباده - بملازمته التقوى والاعتبار - على واضحة السبيل ويريهم مشاهدة وعيانا ما قد انتهجوا قبل سبيله بمشقة النظر في الدليل،
nindex.php?page=hadith&LINKID=930443قال صلى الله عليه وسلم لحارثة :
"وجدت فالزم " وقال مثله
nindex.php?page=showalam&ids=1للصديق، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة فلم يبق في حق هؤلاء ذلك الإبهام، ولا كدر خواطرهم بتكاثف ذلك الإظلام، بما منحهم سبحانه وتعالى من
nindex.php?page=treesubj&link=29485نعمة الإحسان بما وعدهم في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يجعل لكم فرقانا و
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28ويجعل لكم نورا تمشون به nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فعمل هؤلاء على بصيرة، واستولوا اجتهادا بتوفيق ربهم على أعمال جليلة خطيرة، فقطعوا عن الدنيا الآمال، وتأهبوا لآخرتهم بأوضح الأعمال
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تتجافى جنوبهم عن المضاجع nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين فلابتداء الأمر وشدة الإبهام والإظلام أشار قوله سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا [ ص: 106 ] يغشى ولما يؤول إليه الحال في حق من كتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه أشار قوله سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=2والنهار إذا تجلى ولانحصار السبل وإن تشعبت في طريقي
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2فمنكم كافر ومنكم مؤمن nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فريق في الجنة وفريق في السعير أشار قوله سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وما خلق الذكر والأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49ومن كل شيء خلقنا زوجين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50ففروا إلى الله الواحد مطلقا، فقد وضح لك إن شاء الله بعض ما يسر من تخصيص هذا القسم - والله أعلم، أما سورة الضحى فلا إشكال في مناسبة في
nindex.php?page=treesubj&link=33062_28904استفتاح القسم بالضحى لما يسره به سبحانه لا سيما إذا اعتبر ما ذكر من سبب نزول السورة، وأنه صلى الله عليه وسلم كان قد فتر عنه الوحي حتى قال بعض الكفار: قلى
محمدا ربه، فنزلت السورة مشعرة عن هذه النعمة والبشارة - انتهى.
وَلَمَّا أَقْسَمَ بِهَذَا [الْقَسَمِ] الْمُنَاسِبِ لِحَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30602_34513_29064nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ أَيْ تَرَكَكَ تَرْكًا يَحْصُلُ بِهِ فِرْقَةٌ كَفِرْقَةِ الْمُوَدِّعِ وَلَوْ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ الَّذِي هُوَ مُرَادُ الْمُوَدِّعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3رَبُّكَ أَيِ الَّذِي أَحْسَنَ إِلَيْكَ بِإِيجَادِكَ أَوَّلًا، وَجَعَلَكَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ ثَانِيًا، وَرَبَّاكَ أَحْسَنَ تَرْبِيَةً ثَالِثًا، كَمَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ تَوْدِيعُ اللَّيْلِ لِلنَّهَارِ بَلِ الضُّحَى لِلنَّهَارِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ ضِيَائِهِ، وَلَا يُمْكِنُ تَوْدِيعُ الضُّحَى لِلنَّهَارِ وَلَا اللَّيْلِ وَقْتَ سَجْوِهِ لَهُ.
وَلَمَّا كَانَ رُبَّمَا تَعَنَّتَ مُتَعَنِّتٌ فَقَالَ: مَا تَرَكَهُ وَلَكِنَّهُ لَا يُحِبُّهُ، فَكَمْ
[ ص: 103 ] مِنْ مُوَاصِلٍ وَلَيْسَ بِوَاصِلٍ، قَالَ نَافِيًا لِكُلِّ تَرْكٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وَمَا قَلَى أَيْ وَمَا أَبْغَضَكَ بُغْضًا مَا، وَحُذِفَ الضَّمِيرُ اخْتِصَارًا لَفْظِيًّا لِيَعُمَّ، فَهُوَ مِنْ تَقْلِيلِ اللَّفْظِ لِتَكْثِيرِ الْمَعْنَى، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ انْقِطَاعُ الْوَحْيِ عَنْهُ مُدَّةً لِأَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ وَقِصَّةِ أَهْلِ الْكَهْفِ وَذِي الْقَرْنَيْنِ فَقَالَ: "
أُخْبِرُكُمْ بِذَلِكَ غَدًا " ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَقَالُوا: [قَدْ] وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ، فَنَزَلَتْ لِذَلِكَ، وَلَمَّا نَزَلَتْ كَبُرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ التَّكْبِيرُ فِيهَا وَفِيمَا بَعْدَهَا سَنَةً كَمَا يَأْتِي إِيضَاحُهُ وَحِكْمَتُهُ آخِرُهَا، وَقَدْ أَفْهَمَتْ هَذِهِ الْعِبَارَةُ أَنَّ الْمَرَاتِبَ التَّقْرِيبِيَّةَ أَرْبَعٌ: تَقْرِيبٌ بِالطَّاعَاتِ وَمَحَبَّةٌ وَهِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَإِبْعَادٌ بِالْمَعَاصِي وَبُغْضٌ وَهِيَ لِلْكَفَّارِ، وَتَقْرِيبٌ بِالطَّاعَاتِ مَخْلُوطٌ بِتَبْعِيدٍ لِلْمَعَاصِي وَهِيَ لِعُصَاةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِعْرَاضِ مَخْلُوطٍ بِتَقْرِيبٍ بِصُوَرِ طَاعَاتٍ لَا قَبُولَ لَهَا وَهِيَ لِعِبَادِ الْكُفَّارِ.
وَقَالَ الْأُسْتَاذُ
أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ : لَمَّا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ فِي اللَّيْلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ وَبِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى فَلَزِمَ الْخَوْفُ وَاشْتَدَّ الْفَزَعُ وَتَعَيَّنَ عَلَى الْمُوَحِّدِ الْإِذْعَانَ لِلتَّسْلِيمِ وَالتَّضَرُّعِ فِي التَّخَلُّصِ وَالْتِجَاؤُهُ إِلَى السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، أَنِسَ تَعَالَى أَحَبُّ عِبَادِهِ إِلَيْهِ وَأَعْظَمُهُمْ مَنْزِلَةً لَدَيْهِ، وَذَكَرَ [لَهُ]
[ ص: 104 ] مَا مَنَحَهُ مِنْ تَقْرِيبِهِ وَاجْتِبَائِهِ وَجَمَعَ خَيْرَ الدَّارَيْنِ لَهُ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى ثُمَّ عَدَّدَ تَعَالَى عَلَيْهِ نِعَمَهُ بَعْدَ وَعْدِهِ الْكَرِيمِ لَهُ بِقَوْلِهِ: [
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى وَأَعْقَبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:]
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ فَقَدْ آوَيْتُكَ قَبْلَ تَعَرُّضِكَ وَأَعْطَيْتُكَ قَبْلَ سُؤَالِكَ، فَلَا تُقَابِلُهُ بِقَهْرِ مَنْ تَعْرِضُ وَانْتِهَارِ مَنْ سَأَلَ، وَقَدْ حَاشَاهُ سُبْحَانَهُ عَمَّا نَهَاهُ [عَنْهُ] وَلَكِنَّهُ تَذْكِيرٌ بِالنِّعَمِ وَلِيَسْتَوْضِحَ الطَّرِيقَ [مَنْ] وُفِّقَ مِنْ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَّا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَسْبُكَ مَنْ تَعَرُّفِ رَحْمَتِهِ وَرِفْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ثُمَّ تَأْمَّلْ
nindex.php?page=treesubj&link=28862اسْتِفْتَاحَ هَذِهِ السُّورَةِ وَمُنَاسِبَةَ ذَلِكَ الْمَقْصُودِ وَلِذَلِكَ السُّورَةُ قَبْلَهَا بِرَفْعِ الْقَسَمِ فِي الْأَوْلَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى تَنْبِيهًا عَلَى إِبْهَامِ الْأَمْرِ فِي السُّلُوكِ عَلَى الْمُكَلَّفِينَ وَغَيْبَةِ حُكْمِ الْعَوَاقِبِ، وَلِيُنَاسِبَ هَذَا حَالُ الْمُتَذَكِّرِ بِالْآيَاتِ وَمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الْخَوْفِ مِمَّا أَمَرَهُ غَائِبٌ عَنْهُ مِنْ تَيْسِيرِهِ وَمَصِيرِهِ وَاسْتِعْصَامِهِ بِهِ يَحْصُلُ الْيَقِينُ وَاسْتِصْغَارُ دَرَجَاتِ الْمُتَّقِينَ، ثُمَّ لَمَّا لَمْ يَكُنْ هَذَا غَائِبًا بِالْجُمْلَةِ
[ ص: 105 ] عَنْ آحَادِ الْمُكَلَّفِينَ أَعْنِي مَا يُثْمِرُ الْعِلْمَ الْيَقِينَ وَيُعْلِي مِنْ أَهْلٍ لِلتَّرَقِّي فِي دَرَجَاتِ الْمُتَّقِينَ، بَلْ قَدْ يُطْلِعُ سُبْحَانَهُ خَوَاصَّ عِبَادِهِ - بِمُلَازَمَتِهِ التَّقْوَى وَالِاعْتِبَارِ - عَلَى وَاضِحَةِ السَّبِيلِ وَيُرِيهِمْ مُشَاهَدَةً وَعَيَانًا مَا قَدِ انْتَهَجُوا قَبْلَ سَبِيلِهِ بِمَشَقَّةِ النَّظَرِ فِي الدَّلِيلِ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=930443قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَارِثَةَ :
"وَجَدْتَ فَالْزَمْ " وَقَالَ مِثْلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِلصَّدِيقِ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَـزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ فَلَمْ يَبْقَ فِي حَقِّ هَؤُلَاءِ ذَلِكَ الْإِبْهَامُ، وَلَا كَدَرُ خَوَاطِرِهِمْ بِتَكَاثُفِ ذَلِكَ الْإِظْلَامِ، بِمَا مَنَحَهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29485نِعْمَةِ الْإِحْسَانِ بِمَا وَعَدَهُمْ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا و
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=28وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا فَعَمَلَ هَؤُلَاءِ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَاسْتَوْلَوُا اجْتِهَادًا بِتَوْفِيقِ رَبِّهِمْ عَلَى أَعْمَالٍ جَلِيلَةٍ خَطِيرَةٍ، فَقَطَعُوا عَنِ الدُّنْيَا الْآمَالَ، وَتَأَهَّبُوا لِآخِرَتِهِمْ بِأَوْضَحِ الْأَعْمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ فَلِابْتِدَاءِ الْأَمْرِ وَشِدَّةِ الْإِبْهَامِ وَالْإِظْلَامِ أَشَارَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إِذَا [ ص: 106 ] يَغْشَى وَلَمَّا يُؤَوَّلُ إِلَيْهِ الْحَالُ فِي حَقِّ مَنْ كَتَبَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ أَشَارَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=2وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَلِانْحِصَارِ السُّبُلِ وَإِنْ تَشَعَّبْتُ فِي طَرِيقِي
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ أَشَارَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=50فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ الْوَاحِدُ مُطْلَقًا، فَقَدْ وَضَحَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بَعْضَ مَا يَسُرُّ مِنْ تَخْصِيصِ هَذَا الْقَسَمِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَمَّا سُورَةُ الضُّحَى فَلَا إِشْكَالَ فِي مُنَاسَبَةٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=33062_28904اسْتِفْتَاحِ الْقَسَمِ بِالضُّحَى لِمَا يُسِرُّهُ بِهِ سُبْحَانَهُ لَا سِيَّمَا إِذَا اعْتَبَرَ مَا ذَكَرَ مِنْ سَبَبِ نُزُولِ السُّورَةِ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ فَتَرَ عَنْهُ الْوَحْيُ حَتَّى قَالَ بَعْضُ الْكُفَّارِ: قَلَى
مُحَمَّدًا رَبُّهُ، فَنَزَلَتِ السُّورَةُ مُشْعِرَةً عَنْ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالْبِشَارَةِ - انْتَهَى.