الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا كلمه ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا يقال للواحد وللاثنين والجميع نجي ويقال خلصوا نجيا اعتزلوا نجيا والجميع أنجية يتناجون

                                                                                                                                                                                                        3212 حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب سمعت عروة قال قالت عائشة رضي الله عنها فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية فقال ورقة ماذا ترى فأخبره فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا - إلى قوله - نجيا ) في رواية أبي ذر " قول الله واذكر إلخ " وليس فيه " باب " وساق في رواية كريمة إلى قوله : أخاه هارون نبيا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يقال للواحد والاثنين ) زاد الكشميهني : والجمع نجي ( ويقال خلصوا اعتزلوا نجيا والجمع أنجية ، يتناجون ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى : خلصوا نجيا ) : أي اعتزلوا نجيا يتناجون ، والنجي يقع لفظه على الواحد والجمع أيضا . وقد يجمع فيقال نجي وأنجية ، قال لبيد :

                                                                                                                                                                                                        وشهدت أنجية الإفاقة عاليا كعبي ، وأرداف الملوك شهود



                                                                                                                                                                                                        [ ص: 487 ] وموسى هو ابن عمران بن لاهب بن عازر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام لا اختلاف في نسبه ، ذكر السدي في تفسيره بأسانيده أن بدء أمر موسى أن فرعون رأى كأن نارا أقبلت من بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط إلا دور بني إسرائيل ، فلما استيقظ جمع الكهنة والسحرة فقالوا : هذا غلام يولد من هؤلاء يكون خراب مصر على يده ، فأمر بقتل الغلمان ، فلما ولد موسى أوحى الله إلى أمه أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ، قالوا فكانت ترضعه ، فإذا خافت عليه جعلته في تابوت وألقته في البحر وجعلت الحبل عندها ، فنسيت الحبل يوما فجرى به النيل حتى وقف على باب فرعون فالتقطه الجواري فأحضروه عند امرأته ، ففتحت التابوت فرأته فأعجبها ، فاستوهبته من فرعون فوهبه لها ، فربته حتى كان من أمره ما كان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تلقف تلقم ) هو تفسير أبي عبيدة قاله في سورة الأعراف .

                                                                                                                                                                                                        ثم أورد المصنف طرفا من حديث بدء الوحي ، وقد تقدم شرحه بتمامه في أول الكتاب ، والغرض منه قوله : " الناموس الذي أنزل على موسى " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره ) هو قول المصنف ، وقد تقدم قول من خصه بسر الخبر .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية