الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 787 ) مسألة : قال : الاستحباب أن يقرأ في سكتات الإمام ، وفيما لا يجهر فيه هذا قول أكثر أهل العلم ، كان ابن مسعود ، وابن عمر ، وهشام بن عامر يقرءون وراء الإمام فيما أسر به . وقال ابن الزبير : إذا جهر فلا تقرأ ، وإذا خافت فاقرأ . وروي معنى ذلك عن سعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، والحسن والقاسم بن محمد ، ونافع بن جبير ، والحكم ، والزهري ، وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : للإمام سكتتان ، فاغتنموا فيهما القراءة بفاتحة الكتاب ; إذا دخل في الصلاة ، وإذا قال : ولا الضالين . وقال عروة بن الزبير : أما أنا فأغتنم من الإمام اثنتين ، إذا قال : غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فأقرأ عندها ، وحين يختم السورة ، فأقرأ قبل أن يركع .

                                                                                                                                            وقال الثوري ، وابن عيينة ، وأبو حنيفة : لا يقرأ الإمام بحال ; لما ذكرنا في المسألة التي قبل هذا . ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : { فإذا أسررت بقراءتي فاقرءوا } . رواه الترمذي ، والدارقطني . ولأن عموم الأخبار يقتضي القراءة في حق كل مصل ، فخصصناها بما ذكرناه من الأدلة ، وهي مختصة بحال الجهر ، وفيما عداه يبقى على العموم ، وتخصيص حالة الجهر بامتناع الناس من القراءة فيها يدل على أنهم كانوا يقرءون في غيرها . قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ، في الإمام يقرأ وهو لا يسمع : يقرأ . قيل له : أليس قد قال الله تعالى : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } ؟ فقال : هذا إلى أي شيء يستمع ؟ . ويسن له قراءة السورة مع الفاتحة في مواضعها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية