الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
636 - مسألة : ومن nindex.php?page=treesubj&link=2558_28059_4210نذر اعتكاف يوم أو أيام مسماة ، أو أراد ذلك تطوعا - : فإنه يدخل في اعتكافه قبل أن يتبين له طلوع الفجر ، ويخرج إذا غاب جميع قرص الشمس ، سواء كان ذلك في رمضان أو غيره ؟
ومن nindex.php?page=treesubj&link=2558_28059_4210نذر اعتكاف ليلة أو ليال مسماة أو أراد ذلك تطوعا - : فإنه يدخل قبل أن يتم غروب جميع قرص الشمس ، ويخرج إذا تبين له طلوع الفجر ، لأن مبدأ الليل إثر غروب الشمس ، وتمامه بطلوع الفجر ، ومبدأ اليوم بطلوع الفجر ، وتمامه بغروب الشمس كلها ، وليس على أحد إلا ما التزم أو ما نوى ؟
فإن nindex.php?page=treesubj&link=28059_2558_4210نذر اعتكاف شهر أو أراده تطوعا - : فمبدأ الشهر من أول ليلة منه فيدخل قبل أن يتم غروب جميع قرص الشمس ، ويخرج إذا غابت الشمس كلها من آخر الشهر ، سواء رمضان وغيره .
لأن الليلة المستأنفة ليست من ذلك الشهر الذي نذر اعتكافه أو نوى اعتكافه . [ ص: 435 ]
فإن nindex.php?page=treesubj&link=28059_4210نذر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان : دخل قبل غروب الشمس من اليوم التاسع عشر .
لأن الشهر قد يكون من تسع وعشرين ليلة ، فلا يصح له اعتكاف العشر الأواخر إلا كما قلنا ، وإلا فإنما اعتكف تسع ليال فقط ، فإن كان الشهر ثلاثين ؟ علم أنه اعتكف ليلة زائدة ، وعليه أن يتم اعتكاف الليلة الآخرة ليفي بنذره ، إلا من علم بانتقال القمر ، فيدخل بقدر ما يدري أنه يفي بنذره .
والذي قلنا - من وقت الدخول والخروج - هو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=15858وأبي سليمان .
وروينا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : نا nindex.php?page=showalam&ids=16467عبد الله بن منير سمع هارون بن إسماعيل ثنا علي بن المبارك ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير سمع nindex.php?page=showalam&ids=12031أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري قال له { nindex.php?page=hadith&LINKID=49122اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرجنا صبيحة عشرين } .
وهذا نص قولنا - : ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : نا إبراهيم بن حمزة هو الزبيدي - حدثني ابن أبي حازم ، والدراوردي ، كلاهما عن يزيد هو ابن عبد الله بن الهاد - عن محمد بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=49123كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر ، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ، ورجع من كان يجاور معه } .
وهذا نص قولنا ، إلا أن فيه أنه عليه السلام كان يبقى يومه إلى أن يمسي وهذا يخرج على أحد وجهين - : [ ص: 436 ] إما أنه تنفل منه عليه السلام .
وإما أنه عليه السلام نوى أن يعتكف العشر الليالي بعشرة أيامها ؟
وهذا حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم ، فوقع في لفظه تخليط وإشكال لم يقعا في رواية عبد العزيز بن أبي حازم nindex.php?page=showalam&ids=16379وعبد العزيز بن محمد الدراوردي إلا أنه موافق لهما في المعنى ؟ وهو أننا روينا هذا الخبر نفسه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري { nindex.php?page=hadith&LINKID=49124أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط من رمضان ، فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين - وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه - قال : من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر ، فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، والتمسوها في كل وتر ، فمطرت السماء تلك الليلة ، وكان المسجد على عريش ، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين } .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : من المحال الممتنع أن يكون عليه السلام يقول هذا القول بعد انقضاء ليلة إحدى وعشرين ، وينذر بسجوده في ماء وطين فيما يستأنف ، ويكون ذلك ليلة إحدى وعشرين التي مضت ، فصح أن معنى قول الراوي ، " حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين " أراد استقبال ليلة إحدى وعشرين ، وبهذا تتفق رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير مع رواية محمد بن إبراهيم ، [ ص: 437 ] كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=233أبي سلمة ، ورواية الدراوردي ، وابن أبي حازم ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، كلهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم التيمي - : وروينا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : نا nindex.php?page=showalam&ids=16272أبو النعمان هو محمد بن الفضل - نا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد نا nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى هو ابن سعيد الأنصاري - عن عمرة بنت عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=49125كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله } .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : هذا تطوع منه عليه السلام ، وليس أمرا منه ومن زاد في البر زاد خيرا .
ويستحب للمعتكف والمعتكفة أن يكون لكل أحد خباء في صحن المسجد ، ائتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك واجبا - وبالله تعالى التوفيق .