الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3366 حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث السادس عشر حديث عبد الله بن عمرو أي ابن العاص .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن أبي حمزة ) هو السكري ، والإسناد كله كوفيون سوى طرفيه وقد دخلاها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبد الله بن عمرو ) أي ابن العاص ، في رواية مسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير [ ص: 665 ] عن الأعمش بسنده " دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية الكوفة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فاحشا ولا متفحشا ) أي ناطقا بالفحش ، وهو الزيادة على الحد في الكلام السيئ ، والمتفحش المتكلف لذلك أي لم يكن له الفحش خلقا ولا مكتسبا ، ووقع عند الترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي قال " سألت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، ولا سخابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح " وتقدمت هذه الزيادة في حديث عبد الله بن عمرو من وجه آخر بأتم من هذا السياق ، ويأتي في تفسير سورة الفتح ، وقد روى المصنف في الأدب من حديث أنس " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا ، كان يقول لأحدنا عند المعتبة : ما له تربت جبينه " ولأحمد من حديث أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه ، ولأبي داود من حديث عائشة " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولونه " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكان يقول ) أي النبي صلى الله عليه وسلم . ووقع في رواية مسلم " قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) في رواية مسلم " أحاسنكم وحسن الخلق : اختيار الفضائل ، وترك الرذائل . وقد أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رفعه إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ " مكارم " بدل " صالح " وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت " ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعند مسلم من حديث عائشة " كان خلقه القرآن ، يغضب لغضبه ويرضى لرضاه " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية