الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2254 حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو طاهر وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن نافع قال كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة ثم قال هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 412 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 412 ] قوله ( كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة ، أو بكافور يطرحه مع الألوة . ثم قال : هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

                                                                                                                الاستجمار هنا استعمال الطيب والتبخر به ، مأخوذ من المجمر ، وهو البخور .

                                                                                                                وأما ( الألوة ) فقال الأصمعي وأبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب هي العود يتبخر به . قال الأصمعي : أراها فارسية معربة ، وهي بضم اللام وفتح الهمزة وضمها ، لغتان مشهورتان . وحكى الأزهري كسر اللام . قال القاضي : وحكي عن الكسائي ( ألية ) . قال القاضي : قال غيره : وتشدد وتخفف ، وتكسر الهمزة وتضم ، وقيل : ( لوة ولية ) .

                                                                                                                وقوله : ( غير مطراة ) أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب .

                                                                                                                ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال كما هو مستحب للنساء ، لكن يستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه ، وخفي لونه ، وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كره لها كل طيب له ريح ، ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم وعند إرادته معاشرة زوجته ونحو ذلك . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية