الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1392 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16295عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن nindex.php?page=showalam&ids=187أبي حميد قال nindex.php?page=hadith&LINKID=661238خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق وقال أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله وانطلقنا حتى قدمنا تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد منكم فمن كان له بعير فليشد عقاله فهبت ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ وجاء رسول ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب وأهدى له بغلة بيضاء فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له بردا ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها فقالت عشرة أوسق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة nindex.php?page=treesubj&link=30686_31022_31134_23804_25575_30791_30874وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه ثم قال إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فلحقنا سعد بن عبادة فقال أبو أسيد ألم تر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار فجعلنا آخرا فأدرك سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا فقال أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق بن إبراهيم أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب حدثنا عمرو بن يحيى بهذا الإسناد إلى قوله وفي كل دور الأنصار خير ولم يذكر ما بعده من قصة سعد بن عبادة وزاد في حديث وهيب فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحرهم ولم يذكر في حديث وهيب فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 442 ]
[ ص: 442 ] قوله صلى الله عليه وسلم في الحديقة : ( اخرصوها ) هو بضم الراء وكسرها ، والضم أشهر ؛ أي احزروا كم يجيء من تمرها . فيه استحباب nindex.php?page=treesubj&link=27243امتحان العالم أصحابه بمثل هذا التمرين . والحديقة البستان من النخل إذا كان عليه حائط .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507200ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد ، فمن كان له بعير فليشد عقاله فهبت ريح شديدة ، فقام رجل ، فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ ) هذا الحديث فيه هذه المعجزة الظاهرة من nindex.php?page=treesubj&link=31022إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيب ، وخوف الضرر من القيام وقت الريح ، وفيه nindex.php?page=treesubj&link=30984_30997ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته ، والرحمة لهم ، والاعتناء بمصالحهم ، وتحذيرهم ما يضرهم في دين أو [ ص: 443 ] دنيا . وإنما أمر بشد عقل الجمال لئلا ينفلت منها شيء ، فيحتاج صاحبه إلى القيام في طلبه ، فيلحقه ضرر الريح ، وجبلا طيئ مشهوران يقال لأحدهما أجاء بفتح الهمزة والجيم ، وبالهمز ، والآخر سلمى بفتح السين . وطيئ بياء مشددة بعدها همزة على وزن سيد ، وهو أبو قبيلة من اليمن ، وهو طيئ بن أدر بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير . قال صاحب التحرير : وطيئ يهمز ولا يهمز لغتان .
قوله : ( وجاء رسول ابن العلماء ) بفتح العين المهملة وإسكان اللام وبالمد .
قوله : ( وأهدى له بغلة بيضاء ) فيه nindex.php?page=treesubj&link=27034_23672قبول هدية الكافر ، وسبق بيان هذا الحديث ، وما يعارضه في الظاهر ، وجمعنا بينهما .
وهذه البغلة هي دلدل بغلة رسول الله المعروفة ، لكن ظاهر لفظه هنا أنه أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وقد كانت غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة ، وقد كانت هذه البغلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ، وحضر عليها غزاة حنين كما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة ، وكانت حنين عقب فتح مكة سنة ثمان . قال القاضي : ولم يرو أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة غيرها . قال : فيحمل قوله على أنه أهداها له قبل ذلك ، وقد عطف الإهداء على المجيء بالواو ، وهي لا تقتضي الترتيب ، والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه ) سبق شرحه في آخر كتاب الحج .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=treesubj&link=31575خير دور الأنصار دار بني النجار ) قال القاضي : المراد أهل الدور ، والمراد القبائل ، وإنما فضل بني النجار لسبقهم في الإسلام ، وآثارهم الجميلة في الدين .
قوله : ( ثم دار بني عبد الحارث بن خزرج ) هكذا هو في النسخ : ( بني عبد الحارث ) ، وكذا نقله القاضي . قال : وهو خطأ من الرواة ، وصوابه ( بني الحارث ) بحذف لفظة ( عبد ) .
[ ص: 444 ] قوله : ( وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحرهم ) أي ببلدهم ، والبحار القرى .