الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8080 ) فصل : وإن حلف ليخرجن من هذه الدار ، اقتضت يمينه الخروج بنفسه وأهله ، كما لو حلف لا يسكنها وإن حلف ليخرجن من هذه البلدة ، تناولت يمينه الخروج بنفسه ; لأن الدار يخرج منها صاحبها في اليوم مرات عادة ، فظاهر حاله أنه لم يرد الخروج المعتاد ، وإنما أراد الخروج الذي هو النقلة ، والخروج من البلد بخلاف ذلك . وإذا خرج الحالف ، فهل له العود فيه ؟ عن أحمد روايتان ; إحداهما ، لا شيء عليه في العود ولا يحنث به ; لأن يمينه على الخروج وقد خرج ، فانحلت يمينه ، لفعل ما حلف عليه ، فلم يحنث فيما بعد .

                                                                                                                                            والثانية ، يحنث بالعود ; لأن ظاهر حاله قصد هجران ما حلف على الرحيل منه ، ولا يحصل ذلك بالعود . ويمكن حمل هذه الرواية على أن للمحلوف عليه سببا هيج يمينه ، أو دلت قرينة حاله على إرادته هجرانه ، أو نوى ذلك بيمينه ، فاقتضت يمينه دوام اجتنابها . وإن لم يكن كذلك ، لم يحنث بالعود ; لأن اليمين تحمل عند عدم ذلك على مقتضى اللفظ ، ومقتضاه هاهنا الخروج ، وقد فعله ، فانحلت يمينه . وكذلك الحكم إذا حلف على الرحيل منها ، إلا أنه إذا حلف على الرحيل من بلد ، لم يبر إلا بالرحيل بأهله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية