الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2403 حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حائط المدينة وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين إذا استفتح رجل فقال افتح وبشره بالجنة قال فإذا أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة قال ثم استفتح رجل آخر فقال افتح وبشره بالجنة قال فذهبت فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح رجل آخر قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان قال ففتحت وبشرته بالجنة قال وقلت الذي قال فقال اللهم صبرا أو الله المستعان حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد عن أيوب عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني أن أحفظ الباب بمعنى حديث عثمان بن غياث

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن عثمان بن غياث ) هو بالغين المعجمة والثاء المثلثة .

                                                                                                                [ ص: 547 ] قوله : ( في حائط ) هو البستان .

                                                                                                                قوله : ( يركز بعود ) هو بضم الكاف أي يضرب بأسفله ليثبته في الأرض .

                                                                                                                قوله : ( استفتح رجل فقال افتح وبشره بالجنة ) وفي رواية : ( أمرني أن أحفظ الباب ) ، وفي رواية : ( لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه ) صلى الله عليه وسلم أمره أن يكون بوابا في جميع ذلك المجلس ليبشر هؤلاء المذكورين بالجنة رضي الله عنهم ، ويحتمل أنه أمره بحفظ الباب أولا إلى أن يقضي حاجته ويتوضأ ؛ لأنها حالة يستتر فيها ، ثم حفظ الباب أبو موسى من تلقاء نفسه .

                                                                                                                وفيه فضيلة هؤلاء الثلاثة ، وأنهم من أهل الجنة ، وفضيلة لأبي موسى ، وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه ، وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بقصة عثمان وبالبلوى ، وأن الثلاثة يستمرون على الإيمان والهدى .

                                                                                                                قوله : ( والله المستعان ) فيه استحبابه عند مثل هذا الحال .




                                                                                                                الخدمات العلمية