القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28779قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ( 253 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بذلك : ولكن اختلف هؤلاء الذين من بعد الرسل ، لما لم يشأ الله منهم - تعالى ذكره - أن لا يقتتلوا ، فاقتتلوا من بعد ما جاءتهم البينات من عند ربهم بتحريم الاقتتال والاختلاف ، وبعد ثبوت الحجة عليهم بوحدانية الله ورسالة رسله ووحي كتابه ، فكفر بالله وبآياته بعضهم ، وآمن بذلك بعضهم . فأخبر - تعالى ذكره - أنهم أتوا ما أتوا من الكفر والمعاصي بعد علمهم بقيام الحجة عليهم بأنهم على خطأ ، تعمدا منهم للكفر بالله وآياته .
ثم قال - تعالى ذكره - لعباده : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253ولو شاء الله ما اقتتلوا " يقول : ولو أراد الله أن يحجزهم - بعصمته وتوفيقه إياهم - عن معصيته فلا يقتتلوا ما اقتتلوا ولا اختلفوا "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253ولكن الله يفعل ما يريد " بأن يوفق هذا لطاعته والإيمان به فيؤمن به ويطيعه ، ويخذل هذا فيكفر به ويعصيه .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28779قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ( 253 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - تَعَالَى ذِكْرُهُ - بِذَلِكَ : وَلَكِنِ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِ الرُّسُلِ ، لَمَّا لَمْ يَشَأِ اللَّهُ مِنْهُمْ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَنْ لَا يَقْتَتِلُوا ، فَاقْتَتَلُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ بِتَحْرِيمِ الِاقْتِتَالِ وَالِاخْتِلَافِ ، وَبَعْدَ ثُبُوتِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ وَرِسَالَةِ رُسُلِهِ وَوَحْيِ كِتَابِهِ ، فَكَفَرَ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ بَعْضُهُمْ ، وَآمَنَ بِذَلِكَ بَعْضُهُمْ . فَأَخْبَرَ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَنَّهُمْ أَتَوْا مَا أَتَوْا مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي بَعْدَ عِلْمِهِمْ بِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى خَطَأٍ ، تَعَمُّدًا مِنْهُمْ لِلْكُفْرِ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ .
ثُمَّ قَالَ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِعِبَادِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا " يَقُولُ : وَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَحْجِزَهُمْ - بِعِصْمَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ إِيَّاهُمْ - عَنْ مَعْصِيَتِهِ فَلَا يَقْتَتِلُوا مَا اقْتَتَلُوا وَلَا اخْتَلَفُوا "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ " بِأَنْ يُوَفِّقَ هَذَا لِطَاعَتِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ فَيُؤْمِنَ بِهِ وَيُطِيعَهُ ، وَيَخْذُلَ هَذَا فَيَكْفُرَ بِهِ وَيَعْصِيَهُ .