الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8506 ) فصل : وإذا ادعى زيد شاة في يد عمرو ، وأقام بها بينة ، فحكم له بها حاكم ، ثم ادعاها عمرو على زيد ، وأقام بها بينة ; فإن قلنا : بينة الخارج مقدمة . لم تسمع بينة عمرو ; لأن بينة زيد مقدمة عليها . وإن قلنا : بينة الداخل مقدمة . نظرنا في الحكم كيف وقع ; فإن كان حكم بها لزيد لأن عمرا لا بينة له ، ردت إلى عمرو ; لأنه قد قامت له بينة ، واليد كانت له ، وإن حكم بها لزيد لأنه يرى تقديم بينة الخارج ، لم ينقض حكمه ; لأنه حكم بما يسوغ الاجتهاد فيه . وإن كانت بينة عمرو قد شهدت له أيضا ، وردها الحاكم لفسقها ، ثم عدلت ، لم ينقض الحكم أيضا ; لأن الفاسق إذا ردت شهادته لفسقه ، ثم أعادها بعد ، لم تقبل .

                                                                                                                                            وإن لم يعلم [ ص: 246 ] الحكم كيف كان ، لم ينقض ; لأن حكم الحاكم ، الأصل جريانه على العدل والإنصاف والصحة ، فلا ينقض بالاحتمال . فإن جاء ثالث ، فادعاها ، وأقام بها بينة ، فبينته وبينة زيد متعارضتان ، ولا يحتاج زيد إلى إقامة بينته ; لأنها قد شهدت مرة ، وهما سواء في الشهادة حال التنازع ، فلم يحتج إلى إعادتها ، كالبينة إذا شهدت ، ووقف الحكم على البحث عن حالها ، ثم بانت عدالتها ، فإنها تقبل ، ويحكم من غير إعادة شهادتها ، كذا هاهنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية