الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 18 ] المسألة الموفية عشرين : مضى في سرد هذه الأقوال أن من الصحابة من قال في جنين الناقة أو الشاة أو البقرة أو نحوها : إنها من بهيمة الأنعام المحللة . وللعلماء فيه ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : أنه حلال بكل حال ; قال الشافعي .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه حرام بكل حال ، إلا أن يذكى ; قال أبو حنيفة .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : الفرق بين أن يكون قد استقل ونبت شعره وبين أن يكون بضعة كالكبد والطحال ; قال مالك . وتعلق بعضهم بالحديث المشهور : { ذكاة الجنين ذكاة أمه } . ولم يصح عند الأكثر ، وصححه الدارقطني واختلفوا في ذكر " ذكاة " الثانية ، هل هي برفع التاء فيكون الأول الثاني ولا يفتقر الجنين إلى ذكاة ، أو هو بنصب التاء فيكون الأول غير الثاني ، ويفتقر إلى الذكاة .

                                                                                                                                                                                                              وقد مهدناه في الرسالة الملجئة ، وبينا في مسائل الخلاف " أن المعول فيه على اعتبار الجنين بجزء من أجزائها ، أم يعتبر مستقلا بنفسه ، وقد بينا في كتاب الإنصاف " الحق فيها ، وأنه في مذهبنا باعتبار ذكاة المستقبل ; والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              وسنشير إلى شيء من ذلك في الآية بعدها إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية