الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
شدة وطأة المقلدين من أتباع أئمة أهل البيت على المجتهدين

الآخذين بالكتاب والسنة

وأما في هذه الأزمنة، فقد أدركنا منهم من هو أشد تعصبا من غيرهم.

فإنهم إذا سمعوا برجل يدعي الاجتهاد، ويأخذ دينه من كتاب الله وسنة [ ص: 222 ] رسوله صلى الله عليه وسلم-، قاموا عليه قياما تبكي عليه عيون الإسلام; واستحلوا منه ما لا يستحلونه من أهل الذمة ; من الطعن، واللعن، والتفسيق، والتنكير والهجم عليه إلى دياره، ورجمه بالأحجار، والاستظهار، وتهتك حرمته.

وتعلم يقينا لولا ضبطهم سوط هيبة الخلافة - أعز الله أركانها، وشيد سلطانها - لاستحلوا إراقة دماء العلماء المنتمين إلى الكتاب والسنة، وفعلوا بهم ما لا يفعلونه بأهل الذمة. وقد شاهدنا من هذا ما لا يتسع المقام لبسطه.

التالي السابق


الخدمات العلمية