الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4406 حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم وقال غيره عن ابن عباس يستغشون يغطون رءوسهم سيء بهم ساء ظنه بقومه وضاق بهم بأضيافه بقطع من الليل بسواد وقال مجاهد إليه أنيب أرجع

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( في رواية عمرو ) هو ابن دينار ( قال قرأ ابن عباس ألا إنهم يثنون صدورهم ) ضبط أوله بالياء التحتانية وبنون آخره وصدورهم بالنصب على المفعولية وهي قراءة الجمهور ، كذا للأكثر ولأبي ذر كالذي قبله ، ولسعيد بن منصور عن ابن عيينة يثنوني أوله تحتانية وآخره تحتانية أيضا ، وزاد وعن حميد الأعرج عن مجاهد أنه كان يقرؤها كذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال غيره ) أي عن ابن عباس ( يستغشون يغطون رءوسهم ) الضمير في غيره يعود على عمرو بن دينار ، وقد وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وتفسير التغشي بالتغطية متفق عليه . وتخصيص ذلك بالرأس يحتاج إلى توقيف ، وهذا مقبول من مثل ابن عباس ، يقال منه استغشى بثوبه وتغشاه . وقال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                        وتارة أتغشى فضل أطماري

                                                                                                                                                                                                        .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سيء بهم ساء ظنه بقومه وضاق بهم بأضيافه ) هو تفسير ابن عباس ، وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه في هذه الآية ولما جاءت رسلنا لوطا ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه ، ويلزم منه اختلاف الضميرين ، وأكثر المفسرين على اتحادهما . وصله ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال : ساءه مكانهم لما رأى بهم من الجمال .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بقطع من الليل بسواد ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقال أبو عبيدة معناه ببعض من الليل ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بطائفة من الليل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد إليه أنيب أرجع ) وكذا للأكثر ، وسقط لأبي ذر نسبته إلى مجاهد فأوهم أنه عن ابن عباس كما قبله ، وقد وصله عبد بن حميد من طريق ابن نجيح عن مجاهد بهذا ، ووقع للأكثر قبيل قوله باب وكان عرشه على الماء .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية