الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 150 ] [الياء]

وأما الياء تقدم الكلام على أنها تخرج من مخرج الجيم والشين، وهو المخرج الثالث من مخارج الفم، وهي مجهورة رخوة منفتحة منسفلة جدا، وسيأتي الكلام على مدها.

فإذا سكنت بعد كسر، وأتى بعدها مثلها، فلا بد من تمكينها وإظهارها وبيان سكون الأولى، وكقوله تعالى: {الذي يوسوس} [الناس: 5].

وإذا جاءت مشددة فلا بد من بيانها وشدتها، نحو {إياك} [الفاتحة: 5] و {غنيا} [النساء: 6].

وإذا تكررت وجب بيانها والتحفظ على إظهارها برفق، كقوله تعالى: {يستحيي} [البقرة: 26] ، {والبغي يعظكم} [النحل: 90]، و {يحيي} [البقرة: 73] ونحوه.

وإذا تحركت بالكسر، وقبلها أو بعدها فتحة، نحو {ترين} [مريم: 26]، و {معايش} [الأعراف: 10] أو انفتحت، واكتنفاها - أي كسرة وفتحة - نحو {لا شية} [البقرة: 71] وجب تخفيف الحركة عليها وتسهيل اللفظ بحركتها.

[ ص: 151 ] وإذا تكررت، وإحداهما مشددة، وجب بيانها لثقل التكرير، وإلا سقطت الأولى، نحو {إن وليي الله} [الأعراف: 196] {والعشي يريدون} [الأنعام: 52] و {وإذا حييتم} [النساء: 86] ونحو ذلك.

فهذه حروف التجويد بأصولها وفروعها، وقد شرحتها وبينت حقائقها، ليقاس عليها أشكالها، وجميع ذلك مضطر إلى الرياضة في تصحيحه، وتحتاج إلى المشافهة في أدائه، لينكشف غامض سره، ويتضح طريق نقله، والله أسأل المزيد من فضله .

[ ص: 152 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية