الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

                                                                                                                                                                                                        4524 حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [ ص: 401 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 401 ] قوله : ( سورة الملائكة وياسين - بسم الله الرحمن الرحيم ) كذا لأبي ذر ، وسقط لغيره لفظ ( سورة ) و ( ياسين ) و ( البسملة ) ، والأولى سقوط لفظ " يس " لأنه مكرر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( القطمير : لفافة النواة ) كذا لأبي ذر ولغيره وقاله مجاهد ، وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله ، وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة عن ابن عباس : القطمير : القشر الذي يكون على النواة . وقال : أبو عبيدة : القطمير : الفوقة التي فيها النواة . قال : الشاعر :

                                                                                                                                                                                                        وأنت لن تغني عني فوقا

                                                                                                                                                                                                        .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال : ابن عباس : وغرابيب سود أشد سوادا الغربيب ) زاد غير أبي ذر : الشديد السواد . وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ : قال : الغربيب الأسود الشديد السواد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مثقلة مثقلة ) سقط هذا لأبي ذر ، وهو قول مجاهد قال : وإن تدع مثقلة أي مثقلة بذنوبها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال : ابن عباس . الحرور بالليل والسموم بالنهار ) سقط هذا لأبي ذر هنا ، وتقدم في كتاب بدء الخلق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال : غيره : الحرور بالنهار مع الشمس ) ثبت هذا هنا للنسفي وحده ، وهو قول رؤبة كما تقدم في بدء الخلق .

                                                                                                                                                                                                        36 - سورة " يس " وقال مجاهد : فعززنا شددنا . يا حسرة على العباد وكان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل . أن تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثين . نسلخ : نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما . من مثله : من الأنعام . فكهون : معجبون . جند محضرون : عند الحساب . ويذكر عن عكرمة المشحون الموقر . وقال ابن عباس : طائركم مصائبكم . ينسلون يخرجون . مرقدنا مخرجنا . أحصيناه حفظناه . مكانتكم ومكانكم واحد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سورة " يس " سقط هذا لأبي ذر هنا والصواب إثباته .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال : مجاهد : فعززنا شددنا ) سقط هذا لأبي ذر ، وقد وصله الفريابي من طريق مجاهد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يا حسرة على العباد ، وكان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل ) وصله الفريابي كذلك ، وقد أخرج سعيد بن منصور عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ " يا حسرة العباد " بالإضافة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن تدرك القمر إلخ ، وقوله سابق النهار إلخ ، وقوله : نسلخ : نخرج إلخ ) سقط كله لأبي ذر ، وقد تقدم في بدء الخلق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( من مثله من الأنعام ) وصله الفريابي أيضا من طريق مجاهد ، وعن ابن عباس قال : المراد بالمثل هنا السفن ، ورجح لقوله بعد : وإن نشأ نغرقهم إذ الغرق لا يكون في الأنعام .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فكهون : معجبون ) في رواية غير أبي ذر " فاكهون " وهي القراءة المشهورة ، والأولى رويت عن يعقوب [ ص: 402 ] الحضرمي ، وقد وصله الفريابي من طريق مجاهد : فاكهون : معجبون . قال : أبو عبيدة : من قرأها فاكهون جعله كثير الفاكهة ، قال : الحطيئة :

                                                                                                                                                                                                        ودعوتني وزعمت أنك لابن في الصيف تامر

                                                                                                                                                                                                        أي عندك لبن كثير وتمر كثير ، وأما " فكهون " فهي قراءة أبي جعفر وشيبة وهي بوزن فرحون ، ومعناه مأخوذ من الفاكهة وهي التلذذ والتنعم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( جند محضرون : عند الحساب ) سقط هذا لأبي ذر ، وقد وصله الفريابي من طريق مجاهد كذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ويذكر عن عكرمة المشحون : الموقر ) سقط هذا لأبي ذر ، وقد تقدم في أحاديث الأنبياء ، وجاء مثله عن ابن عباس ، وصله الطبري من طريق سعيد بن جبير عنه بإسناد حسن .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سورة " يس " - بسم الله الرحمن الرحيم ) كذا لأبي ذر هنا ، وسقط لغيره .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال : ابن عباس : طائركم عند الله مصائبكم ) وتقدم في أحاديث الأنبياء وللطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال : طائركم أعمالكم . وقال : أبو عبيدة : طائركم أي حظكم من الخير والشر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ينسلون يخرجون ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مرقدنا : مخرجنا . وقوله : أحصيناه حفظناه . وقوله : مكانتهم ومكانهم واحد ) سقط هذا كله لأبي ذر وسيأتي تفسير " أحصيناه " في كتاب التوحيد . وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم يقول : لأهلكناهم في مساكنهم . وقال : أبو عبيدة في قوله : لمسخناهم على مكانتهم : المكان والمكانة واحد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : باب قوله : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ذكر فيه حديث أبي ذر كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد عند غروب الشمس فقال : يا أبا ذر أين تغرب الشمس ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب تسجد تحت العرش ، فذلك قوله : والشمس تجري لمستقر لها إلى آخر الآية هكذا أورده مختصرا وأخرجه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ [ ص: 403 ] تذهب حتى تنتهي تحت العرش عند ربها وزاد " ثم تستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها وتستشفع وتطلب ، فإذا كان ذلك قيل اطلعي من مكانك ، فذلك قوله : والشمس تجري لمستقر لها وقد ذكر نحو هذه الزيادة من غير طريق أبي نعيم كما سأنبه عليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية