الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش : يعني أن nindex.php?page=treesubj&link=1735علو المأموم على إمامه جائز ، ولو كان المأموم في سطح والإمام أسفل منه ، وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الأول واختيار ابن القاسم ، وقد تقدم جواز ذلك في السفينة في لفظ المدونة ورجع nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك إلى كراهة ذلك قال في كتاب الصلاة الأول من المدونة وجائز أن يصلي في غير الجمعة على ظهر المسجد بصلاة الإمام والمأموم في داخل المسجد ، ثم كرهه ابن القاسم وبأول قوله أقول انتهى . قال ابن عبد السلام وتبعه المصنف في التوضيح وابن ناجي وغيرهم إنما لم [ ص: 118 ] يكرهه ابن القاسم لحصول السماع للمأموم هناك غالبا وينبغي أن يكون خلافا في حال انتهى ، وقال ابن بشير اختلف قوله في المدونة في nindex.php?page=treesubj&link=1735الإمام يصلي في المسجد ويصلي قوم فوق المسجد بصلاته فكرهه مرة وأجازه أخرى وعللت الكراهة بالبعد عن الإمام أو تفرقة الصفوف وعدم التحقق لمشاهدة أفعال الإمام وعلى هذا يكون الجواز إذا قرب أعلى المسجد من أسفله فيكون خلافا في حال انتهى ، ونقله ابن فرحون فقال لبعده عن الإمام ، وقيل لكونه لا يشاهد أفعاله ، وقيل لتفريق الصفوف فعلى الأول لو كان السطح قريبا لم يكره ، وعلى الثاني إن شاهد أفعال الإمام أو المأمومين لم يكره ، وعلى الثالث يكره مطلقا انتهى ، والظاهر التعليل بالبعد فلما رأى ابن القاسم أن هذا البعد يمكن معه مراعاة أفعال الإمام بحصول السماع من غير تكلف أجازه وكرهه في مسألة أبي قبيس المتقدمة لكثرة البعد ، والله أعلم .
وأشار المصنف بلو لقول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الذي رجع إليه ، والله أعلم .
ص ( لا عكسه )
ش : يعني ، وأما عكس المسألة الأولى وهي أن يكون nindex.php?page=treesubj&link=1732الإمام على مكان أعلى من مكان المأموم فلا يجوز قاله الشارح وابن غازي وغيرهما قال ابن بشير ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم أن يصلي الإمام على أنشز مما عليه أصحابه انتهى ، ومعنى أنشز أرفع ، وذكر في الطراز عن nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر أنه كان يصلي بالمدائن فأقيمت الصلاة فتقدم nindex.php?page=showalam&ids=56عمار وقام على دكان يصلي والناس أسفل منه فتقدم nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة وأخذ على يديه فتبعه nindex.php?page=showalam&ids=56عمار حين أنزله nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة فلما فرغ nindex.php?page=showalam&ids=56عمار رضي الله عنه ورحمه من صلاته قال له nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=9506إذا أم الرجل القوم فلا يقم في مكان أرفع من مقامهم } - أو نحو ذلك - فقال nindex.php?page=showalam&ids=56عمار لذلك اتبعتك حين أخذت على يدي خرجه أبو داود ، وقال ابن فرحون في الشرح ; لأن الإمامة تقتضي الترفع فإذا انضاف إلى ذلك علوه عليهم في المكان دل على قصده الكبر انتهى .