الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر فقال كان يقرأ ب ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          106 - باب ما جاء في التكبير والقراءة في صلاة العيدين .

                                                                                                          106 433 435 - ( مالك ، عن ضمرة ) بفتح المعجمة وسكون الميم ( ابن سعيد ) الأنصاري ( المازني ) ثقة روى له مسلم والأربعة ( عن عبيد الله ) بضم العين ( ابن عبد الله ) بفتحها ( ابن عتبة ) بضمها وفوقية ساكنة ( ابن مسعود ) الهذلي المدني أحد الفقهاء بها ( أن عمر بن الخطاب ) أمير المؤمنين ( سأل أبا واقد ) بالقاف ( الليثي ) الصحابي قيل : اسمه الحارث بن مالك ، وقيل : ابن عوف ، وقيل : اسمه عوف بن الحارث ، مات سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين على الصحيح ، وعبيد الله لم يدرك عمر ففيه إرسال لكن الحديث صحيح بلا شك ، وقد صرح باتصاله في رواية مسلم من طريق فليح ، عن ضمرة ، عن عبد الله ، عن أبي واقد قال : سألني عمر قال النووي : هذه متصلة ، فإنه أدرك أبا واقد بلا شك وسمعه بلا خلاف ( ما كان يقرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر ) قال الباجي : يحتمل على معنى الاختبار أو نسي فأراد أن يتذكر .

                                                                                                          وقال النووي : قالوا فيحتمل أنه شك في ذلك فاستثبته أو أراد إعلام الناس بذلك أو نحو هذا من المقاصد ، قالوا : ويبعد أن عمر لم يعلم ذلك مع شهود صلاة العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرات ، وقربه منه ( فقال : كان يقرأ بقاف والقرآن المجيد ) في الركعة الأولى .

                                                                                                          ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) في الثانية
                                                                                                          .

                                                                                                          قال العلماء : حكمة ذلك ما اشتملتا عليه من الإخبار بالبعث والإخبار عن القرون الماضية وإهلاك المكذبين ، وتشبيه بروز الناس للعيد ببروزهم للبعث وخروجهم من الأجداث كأنهم جراد منتشر .

                                                                                                          قال ابن عبد البر : معلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ يوم العيد بسور شتى وليس في ذلك عند الفقهاء [ ص: 619 ] شيء لا يتعدى وكلهم يستحب ما روى أكثرهم وجمهورهم ( سبح ) ( سورة الأعلى : الآية 1 ) و ( هل أتاك حديث الغاشية ) ( سورة الغاشية : الآية 1 ) لتواتر الروايات بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث سمرة وأنس وابن عباس .

                                                                                                          وما أعلم أنه روي قراءة " قاف ، واقتربت " مسندا في غير حديث مالك .

                                                                                                          وأخرجه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك به ، وتابعه فليح ، عن ضمرة أخرجه مسلم أيضا .




                                                                                                          الخدمات العلمية