الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1107 ) فصل : يستحب أن يقرأ القرآن في كل سبعة أيام ، ليكون له ختمة في كل أسبوع . قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة يقرأ في كل يوم سبعا ، لا يتركه نظرا . وقال حنبل : كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة . وذلك لما روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو : اقرأ القرآن في سبع ، ولا تزيدن على ذلك } . رواه أبو داود ، وعن أوس بن حذيفة ، قال : { قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أبطأت عنا الليلة . قال إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فكرهت أن أخرج حتى أتمه }

                                                                                                                                            قال أوس سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ; قالوا : ثلاث وخمس ، وسبع ، وتسع وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده . رواه أبو داود . ويكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما { ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمرو : في كم يختم القرآن ؟ قال : في أربعين يوما ثم قال : في شهر . ثم قال : في عشرين ثم قال : في خمس عشرة . ثم قال : في عشر . ثم قال : في سبع } . لم ينزل من سبع . أخرجه أبو داود . وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين .

                                                                                                                                            ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له . ( 1108 ) فصل : وإن قرأه في ثلاث فحسن ; لما روي { عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن بي قوة قال : اقرأه في ثلاث } . رواه أبو داود فإن قرأه في أقل من ثلاث ، فقد روي عن أبي عبد الله أنه قال : أكره أن يقرأه في أقل من ثلاث .

                                                                                                                                            وذلك لما روى عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث } ، رواه أبو داود . وروي عن أحمد أن ذلك غير مقدر وهو على حسب ما يجد من النشاط والقوة ; لأن عثمان كان يختمه في ليلة ، وروي ذلك عن جماعة من السلف .

                                                                                                                                            والترتيل أفضل من قراءة الكثير مع العجلة ; لأن الله تعالى قال : { ورتل القرآن ترتيلا } . وعن عائشة { أنها قالت : ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة } ، وعنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث } . رواه أبو عبيد ، في " فضائل القرآن " وقال ابن مسعود : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ، فهذه كهذ الشعر ، ونثر كنثر الدقل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية