الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          451 453 - ( مالك أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) قال ابن عبد البر : لا أعرف هذا الحديث بوجه في غير الموطأ إلا ما ذكره الشافعي في الأم ، عن محمد بن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن إسحاق بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا نشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطر لها " ، قال : وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما ( كان يقول : إذا أنشأت ) بفتح الهمزة وسكون النون ؛ أي : ظهرت سحابة ( بحرية ) أي : من ناحية البحر ، وهو من ناحية المدينة الغرب ، ورواه الشافعي بالنصب كما أفاده أبو عمر ؛ أي : على الحال ( ثم تشاءمت ) أي : أخذت نحو الشام ، والشام من المدينة في ناحية الشمال ، يعني إذا مالت السحابة من جهة الغرب إلى الشمال دلت على المطر الغزير ولا تميل كذلك إلا الريح النكبا التي بين الغرب والجنوب .

                                                                                                          ( فتلك عين غديقة ) بالتنوين فيهما مصغر غدقة قال تعالى : ( ماء غدقا ) ( سورة الجن : الآية 16 ) [ ص: 656 ] أي : كثيرا ، ا هـ كلام أبي عمر .

                                                                                                          وقال الباجي : قال مالك : معناه إذا ضربت ريح بحرية فأنشأت سحابا ، ثم ضربت ريح من ناحية الشمال فتلك علامة المطر الغزير ، والعين : مطر أيام لا يقلع . وقال سحنون : معناه كما يقول من العين ، قال : وأهل بلدنا يروون غديقة بالتصغير ، وقرأه لنا أبو عبد الله البصري وضبطه لي بخط يده بفتح الغين ، وهكذا حدثني به الحافظ عبد الغني ، عن حمزة بن محمد الكتاني قال : وأدخل مالك هذا الحديث إثر الأول إشارة إلى أنه لا بأس أن يقوله القائل على ما جرت به العادة ، كما لو جرت عادة بلد أن تمطر بالريح الغربية وآخر بالريح الشرقية مع اعتقاد أن الريح لا تأثير لها فيه ولا سبق ، وإنما الله هو الفاعل لما يشاء .




                                                                                                          الخدمات العلمية