الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                359 وحدثني علي بن حجر حدثنا إسمعيل بن جعفر حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عليه ثيابه ثم خرج إلى الصلاة فأتي بهدية خبز ولحم فأكل ثلاث لقم ثم صلى بالناس وما مس ماء وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال كنت مع ابن عباس وساق الحديث بمعنى حديث ابن حلحلة وفيه أن ابن عباس شهد ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى ولم يقل بالناس

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة ) هو بالحاءين المهملتين المفتوحتين بينهما اللام الساكنة .

                                                                                                                قوله : ( وفيه أن ابن عباس - رضي الله عنهما - شهد ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم ) هذا فيه فائدة لطيفة وذلك أن الرواية الأولى فيها عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع ثيابه وليس فيها أن ابن عباس رأى هذه القضية ، فيحتمل أنه رآها ، ويحتمل أنه سمعها من غيره ، وعلى تقدير أن يكون سمعها من غيره يكون مرسل صحابي ، وقد منع الاحتجاج به الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني ، والصواب قول الجمهور [ ص: 39 ] الاحتجاج به ، فلما كانت هذه الرواية محتملة هذا الذي ذكرناه نبه مسلم - رحمه الله تعالى - على ما يزيل هذا كله فقال : شهد ابن عباس ذلك . والله - سبحانه وتعالى - أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية