الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم } .

                                                                                                                                                                                                              فيه تسع مسائل : المسألة الأولى : قوله تعالى : { جعل الله } : وهو يتصرف على ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                              الأول : بمعنى سمى ، ومنه قوله تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } . وقد بيناه في كتاب المشكلين بما ينبغي .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : بمعنى خلق ، كما ورد في القرآن كثيرا ، منها قوله سبحانه : { وجعل الظلمات والنور } .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : بمعنى صير ، كقولك ، جعلت المتاع بعضه على بعض .

                                                                                                                                                                                                              وتحقيقه هاهنا خلق ثانيا وصفا لشيء مخلوق أولا ، وذلك أنه خلق الكعبة وجودا أولا ، ثم خلق فيها صفات ثانيا ، ف " خلق " عام في الأول والثاني ، و " جعل " خاص في الثاني خبر عن الصفات التي فيها على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية