الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
163 - حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر قال : ثنا حماد ، عن أبي عمران الجوني ، عن يزيد بن بابنوس ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذر أن يعتكف شهرا هو وخديجة بحراء ، فوافق ذلك شهر رمضان ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فسمع : السلام عليك ، فظننتها فجأة الجن ، فجئت مسرعا حتى دخلت على خديجة ، فسجتني ثوبا ، وقالت : ما شأنك يا ابن عبد الله ؟ فقلت : سمعت : السلام عليك ، فظننتها فجأة الجن ، فقالت : أبشر يا ابن عبد الله فإن السلام خير ، قال : ثم خرجت مرة فإذا بجبريل على الشمس جناح له بالمشرق وجناح له [ ص: 216 ] بالمغرب قال : فهلت منه ، فجئت مسرعا ، فإذا هو بيني وبين الباب ، فكلمني حتى أنست به ، ثم وعدني موعدا ، فجئت له فأبطأ علي ، فأردت أن أرجع ، فإذا أنا به وميكائيل قد سدا الأفق ، فهبط جبريل ، وبقي ميكائيل بين السماء والأرض ، فأخذني جبريل ، فاستلقاني لحلاوة القفا ، ثم شق عن قلبي ، فاستخرجه ، ثم استخرج منه ما شاء الله أن يستخرج ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده مكانه ، ثم لأمه ، ثم أكفأني كما يكفأ الأديم ، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي ، ثم قال : اقرأ ، ولم أك قرأت كتابا قط ، فلم أجد ما أقرأ ، ثم قال : اقرأ ، قلت : ما أقرأ ؟ قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى انتهى إلى خمس آيات منها ، فما نسيت شيئا بعد ، ثم وزنني برجل ، فوزنته ثم وزنني بآخر فوزنته ، حتى وزنني بمائة رجل ، فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة ، فجعلت لا يلقاني حجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، حتى دخلت على خديجة قالت : السلام عليك يا رسول الله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية