الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال وأما : رعاية الأوقات الدرجة الثالثة من درجات الرعاية فأن يقف مع كل خطوة . ثم أن يغيب عن حضوره بالصفاء من رسمه . ثم أن يذهب عن شهود صفو صفوه .

أي يقف مع حركة ظاهره وباطنه بمقدار تصحيحها نية وقصدا وإخلاصا ومتابعة ، فلا يخطو هجما وهمجا ، بل يقف قبل الخطو حتى يصحح الخطوة ، ثم ينقل قدم عزمه . فإذا صحت له ونقل قدمه انفصل عنها . وقد صحت الغيبة عن شهودها ورؤيتها . فيغيب عن شهود تقدمه بنفسه . فإن رسمه هو نفسه . فإذا غاب عن شهود نفسه وتقدمه بها في كل خطوة . فذلك عين الصفاء من رسمه الذي هو نفسه . فعند ذلك يشاهد فضل ربه .

ولما كانت النفس محل الأكدار . سمي انفصاله عنها صفاء . وهذه الأمور تستدعي لطف إدراك ، واستعدادا من العبد . وذلك عين المنة عليه .

وأما ذهابه عن شهود صفوه أي لا يستحضره في قلبه . ويشهد ذلك الصفو المطلوب . ويقف عنده . فإن ذلك من بقايا النفس وأحكامها ، وهو كدر . فإذا تخلص من الكدر لا ينبغي له الالتفات والرجوع إليه . فيصفو من الرسم . ويغيب عن الصفو بمشاهدة المطلب الأعلى . والمقصد الأسنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية