الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا أبو معاوية الغلابي ، قال : ثنا رجل ، قال : قالت امرأة شميط : يا أبا همام إنما نعمل الشيء ونصنعه فنشتهي أن تأكل منه معنا ، فلا تجيء حتى يفسد ويبرد . فقال : والله إن أبغض ساعاتي إلي الساعة التي آكل فيها .

              حدثنا أحمد ، قال : ثنا عبد الله ، قال : حدثني هارون بن عبد الله ، قال : حدثني سيار ، قال : ثنا جعفر وعبيد الله بن شميط ، قالا : سمعنا شميطا يقول : رأس مال المؤمن دينه ، حيثما زال زال معه دينه ، لا يخلفه في الرحال ، ولا يأمن عليه الرجال .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت شميطا ، يقول : إن الدنيا والدرهم أزمة المنافقين بهما يقادون إلى السوءات .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله ، قال : حدثني هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط بن عجلان ، قال : سمعت أبي يقول : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام ؛ ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه ، يسبحني بطرف لسانه ، وقلبه بعيد مني ، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم ليلقوها ثم يدعوني أستجب لهم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : [ ص: 129 ] أخبرت عن سيار ، قال ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : كان يقال : علامة المنافق قلة ذكر الله عز وجل ، قال : وأخبرت عن سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت عبادا يسأل شميطا ؛ هل يبكي المنافق ؟ قال : يبكي من رأسه فأما قلبه فلا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول في كلامه : بئس العبد عبد خلق للعبادة فصدته الشهوات عن العبادة ، وبئس العبد عبد خلق للعاقبة فصدته العاجلة عن العاقبة ، فزالت العاجلة وشقي بالعاقبة .

              قال : وسمعت أبي شميطا يقول : كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن ، وكل يوم تستوفي من رزقك ، قد أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك ، لا بقليل تقنع ، ولا من كثير تشبع ، فكيف يستبين للعالم جهل من قد عجز عن شكر ما هو فيه ، وهو مغتر في طلب الزيادة . أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ، ولا ينقضي فيها رغبته . فالعجب كل العجب لمصدق بدار الحق وهو يسعى لدار الغرور ! ! .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار ، قال : ثنا سليمان بن داود ، قال : ثنا أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله العباداني ، قال : سمعت شميطا يقول في قصصه : يا ابن آدم ؛ إنك ما دمت ساكتا فإنك سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن الحسين بن شهريار ، قال : ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : - ونظر إلى الناس يوم عيدهم في محشرهم ومجمعهم - ، فقال : هل ترى إلا خرقة تبلى ، ولحما يأكله الدود غدا .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا أحمد بن روح ، قال : ثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال : ثنا زكريا بن عدي ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت شميطا ، يقول : من جعل الموت نصب عينيه ؛ لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها .

              [ ص: 130 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : إن الله عز وجل جعل قوة المؤمن في قلبه ولم يجعلها في أعضائه ، ألا ترون أن الشيخ يكون ضعيفا يصوم الهواجر ، ويقوم الليل ، والشاب يعجز عن ذلك .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : يعمد أحدهم فيقرأ القرآن ويطلب العلم حتى إذا علمه أخذ الدنيا فضمها إلى صدره وحملها على رأسه . فنظر إليه ثلاثة ضعفاء : امرأة ضعيفة ، وأعرابي جاهل وأعجمي ، فقالوا : هذا أعلم بالله منا لو لم ير في الدنيا ذخيرة ما فعل هذا ، فرغبوا في الدنيا وجمعوها . وكان أبي يقول : فمثله كمثل الذي قال الله عز وجل : ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : حدثنا جعفر وعبيد الله بن شميط ، عن شميط ، قال : إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : إنك إذا استنقذت هالكا من هلكته سميتك جهبذا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، عن أبيه ، قال : كان يقال : من رضي بالفسق فهو من أهله ، ومن رضي أن يعصى الله عز وجل لم يرفع له عمل .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن تميم ، قال : ثنا سليمان بن أحمد الجرجاني ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : عجبا لابن آدم بينما قلبه في الآخرة ، إذ حكه برغوث أو قملة فنسي الآخرة .

              حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، قال : ثنا إبراهيم بن عبد الملك ، قال : قال شميط بن عجلان : إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين إليه .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا حاجب بن أبي بكر ، قال : ثنا حماد بن الحسن ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا رباح القيسي [ ص: 131 ] وعبيد الله بن شميط ، قالا : سمعنا شميطا ، يقول : رجلان معذبان في الدنيا ، رجل أعطي الدنيا فهو متعوب فيها ومشغول بها ، وفقير زويت عنه الدنيا فنفسه تنقطع عليها حسرات .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن الحسين بن شهريار ، قال : ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا رباح ، وعبيد الله بن شميط ، وجعفر ، قالوا : سمعنا شميطا يقول : إني والله ما رأيت أبدانكم إلا مطاياكم إلى ربكم عز وجل ، ألا فأنضوها في طاعة الله يبارك الله فيكم .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، وجعفر ، ورباح ، قالوا : سمعنا شميطا ، يقول : رحم الله رجلا تبلغ بامرأة وإن كانت نصفا ، وكان في وجهها رداءة ، إن كان موقنا بنساء أهل الجنة .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت شميط بن عجلان ، يقول : دلنا ربنا عز وجل على نفسه في هذه الآية : إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام الآية .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول في موعظته : قد أفلح من جعل الله تعالى له عينين بصيرتين ، ولسانا فصيحا ، وقلبا واعيا يعي الخير ويعمل به .

              حدثنا أبي ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، قال : ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي ، عن عبيد الله بن شميط ، قال : كان أبي يقول : الناس ثلاثة ، فرجل ابتكر الخير في حداثة سنه ثم داوم عليه حتى خرج من الدنيا ، فهذا المقرب ، ورجل ابتكر عمره بالذنوب وطول الغفلة ثم راجع بتوبة ، فهذا صاحب يمين ، ورجل ابتكر الشر في حداثته ثم لم يزل فيه حتى خرج من الدنيا فهو صاحب الشمال .

              [ ص: 132 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن تميم ، قال : ثنا سليمان بن أحمد الجرجاني ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : حدثني أبي شميط بن عجلان ، عن عبد الله بن عمر : أنه كان يقول لجلسائه : ساعة للدنيا ، وساعة للآخرة ، وقولوا في خلال الحديث : اللهم اغفر لنا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية