الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1641 ) فصل : فإن لم يوجد إلا بعض الميت ، فالمذهب أنه يغسل ، ويصلى عليه . وهو قول الشافعي . ونقل ابن منصور عن أحمد ، أنه لا يصلى على الجوارح . قال الخلال : ولعله قول قديم لأبي عبد الله ، والذي استقر عليه قول أبي عبد الله أنه يصلى على الأعضاء . وقال أبو حنيفة ، ومالك : إن وجد الأكثر صلي عليه ، وإلا فلا ; لأنه بعض لا يزيد على النصف ، فلم يصل عليه ، كالذي بان في حياة صاحبه ، كالشعر والظفر . ولنا ، إجماع الصحابة رضي الله عنهم قال أحمد : صلى أبو أيوب على رجل ، وصلى عمر على عظام بالشام ، وصلى أبو عبيدة على رءوس بالشام . رواهما عبد الله بن أحمد ، بإسناده .

                                                                                                                                            وقال الشافعي : ألقى طائر يدا بمكة من وقعة الجمل ، فعرفت بالخاتم ، وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، فصلى عليها أهل مكة . وكان ذلك بمحضر من الصحابة ، ولم نعرف من الصحابة مخالفا في ذلك ، ولأنه بعض من جملة تجب الصلاة عليها ، فيصلى عليه كالأكثر ، وفارق ما بان في الحياة ; لأنه من جملة لا يصلى عليها ، والشعر والظفر لا حياة فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية