الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 174 ) فصل : والأذنان من الرأس ، فقياس المذهب وجوب مسحهما مع مسحه . وقال الخلال كلهم حكوا عن أبي عبد الله فيمن ترك مسحهما عامدا أو ناسيا ، أنه يجزئه ; وذلك لأنهما تبع للرأس ، لا يفهم من إطلاق اسم الرأس دخولهما فيه ، ولا يشبهان بقية أجزاء الرأس ، ولذلك لم يجزه مسحهما عن مسحه عند من اجتزأ بمسح بعضه ، والأولى مسحهما معه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم مسحهما مع رأسه ، فروت { الربيع ، أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ، ما أقبل منه وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة . }

                                                                                                                                            وروى ابن عباس ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما . } وقال الترمذي : حديث ابن عباس وحديث الربيع صحيحان . وروى المقدام بن معدي كرب . { أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه وأذنيه ، وأدخل إصبعيه في صماخي أذنيه . } رواه أبو داود . فيستحب أن يدخل سبابتيه في صماخي أذنيه ، ويمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه . ولا يجب مسح ما استتر بالغضاريف ; لأن الرأس الذي هو الأصل لا يجب مسح ما استتر منه بالشعر ، والأذن أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية