الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( عبد مأذون ، عليه دين كثير وهبه مولاه لرجل لم تجز هبته ، والدين في رقبته يباع فيه إلا أن يؤدي عند مولاه الذي في يده ) . ومعنى قوله : لم يجز أن الهبة لا تتم ، وللغرماء أن يبطلوا هبته ; لأن المولى مالك لرقبته ، ولكن حق الغرماء سابق على حقه في ماليته ، وفي إتمام الهبة إبطال هذا الحق عليهم ، ولكن ليس في أصل التمليك إبطال حقهم فيصير مملوكا للموهوب له مشغولا عن الغرماء على الوجه الذي كان في ملك الواهب ; لأنه أقامه مقام نفسه في ملك الرقبة ، وله هذه الولاية فيما هو خالص حقه ، ولهذا لو قضى الموهوب له دينه كان سالما له ; لأن تمكن الغرماء من إبطال ملكه لقيام دينهم ، وقد وصل إلى الغريم حقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية