الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( رجل وهب للمساكين هبة ، ودفعها إليهم لم يرجع فيها - استحسانا - وفي القياس : يرجع ) ; لأنه ملكه بطريق الهبة ، وفي أسباب الملك : الغني والفقير سواء [ ص: 94 ] كالبيع وغيره - . ووجه الاستحسان : أن قصده بالهبة من الفقير : الثواب - دون العوض - ; إذ لو كان قصده العوض لاختار للهبة من يكون أقدر على أداء العوض ، ولما اختار الفقير مع عجزه عن أداء العوض ، عرفنا أن مقصوده الثواب ، وقد نال ذلك . قال : ( وكذلك إن أعطى سائلا أو محتاجا على وجه الحاجة ) : فإن العطية بمنزلة الهبة ، وإنما قصده بفعله سد خلة المحتاج ; وذلك يفعل لابتغاء مرضاة الله - تعالى - ونبل ثوابه وهو معنى ما روي عن عمر رضي الله عنه : من وهب هبة لصلة رحم ، أو على وجه الصدقة لم يكن له أن يرجع فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية