الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( والإقدام لقادر لم يعده ) ش قال في التوضيح : احترز يعني ابن الحاجب بقوله : قادرا مما لو ركب [ ص: 108 ] لعجز ، فإنه يجوز الباجي ، ولا خلاف فيه ، ولا يشترط فيه عدم القدرة بالكلية بل يكفي المرض الذي يشق معه المشي انتهى .

                                                                                                                            وقال ابن عبد السلام : وقال التادلي قال القرافي : ويجوز الركوب لمن لا يطيق المشي ولمالك في الكعبة وحدها قولان والمشهور المنع انتهى .

                                                                                                                            فتأمله ، فإنه يشبه أن يكون مخالفا لما في التوضيح ، والله أعلم .

                                                                                                                            والكبر عذر في الركوب في الطواف والسعي نقله الباجي عن ابن نافع ، ونقله ابن عرفة في الكلام على السعي ونصه الباجي عن ابن نافع : الكبر عذر انتهى .

                                                                                                                            وتقدم أن حكم الركوب في الطواف والسعي واحد انتهى .

                                                                                                                            ( فروع ) الأول : انظر لو ركب في الطواف والسعي جميعا ، هل يلزمه هدي واحد ، وهو الظاهر أو هديان ، كما لو ترك الرمي ومبيت منى ؟ ، والله أعلم .

                                                                                                                            ( الثاني : ) لا فرق في الركوب أن يكون على دابته أو على آدمي قال التادلي قال ابن يونس : ومن المدونة قال مالك : ومن طاف محمولا أو راكبا قال سحنون : يريد على أعناق الرجال ; لأن الدواب لا تدخل المسجد ، والحكم فيهما سواء إن نزل لا فرق بين ركوبه على دابته ، وعلى رجل انتهى .

                                                                                                                            ( الثالث : ) قال التادلي : قال الباجي ، وإن طاف راكبا فيجب أن يكون راكبا بعيرا من غير الجلالة لطهارة بوله وروثه ; لأنه لا يؤمن أن يكون ذلك منه في المسجد انتهى .

                                                                                                                            ونقل ذلك ابن عرفة باختصار ونصه : والعاجز قال سحنون : يحمل ، ولا يركب ; لأن الدواب لا تدخل المسجد الباجي له ركوب طاهر الفضلة انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية