الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ اسم الخضر]

            فأما اسم الخضر ، فقال كعب الأحبار: هو الخضر بن عاميل . وقال ابن إسحاق: اسمه أرمياء بن خلقيا .

            وقال أبو جعفر الطبري: إن هذا ليس بصحيح لأن أرمياء كان في أيام بخت نصر ، وبين عهد موسى وبخت نصر [زمن] طويل .



            وقيل: هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

            وقال بعض أهل الكتاب: هو خضرون بن عاميل بن أليفرن بن العيص بن إسحاق ، وإنه ابن خالة ذي القرنين ووزيره .

            قال الطبري: إن الخضر هو الولد الرابع من أولاد آدم . وعن ابن عباس قال : الخضر ابن آدم لصلبه ، ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال . وهذا منقطع وغريب . وقال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني : سمعت مشيختنا; منهم ، أبو عبيدة وغيره ، قالوا : إن أطول بني آدم عمرا الخضر ، واسمه : خضرون بن قابيل بن آدم . قال : وذكر ابن إسحاق أن آدم ، عليه السلام ، لما حضرته الوفاة ، أخبر بنيه أن الطوفان سيقع بالناس ، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة ، وأن يدفنوه في مكان عينه لهم . فلما كان الطوفان ، حملوه معهم ، فلما هبطوا إلى الأرض ، أمر نوح بنيه أن يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى ، فقالوا : إن الأرض ليس بها أنيس ، وعليها وحشة ، فحرضهم ، وحثهم على ذلك . وقال : إن آدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر ، فهابوا المسير إلى ذلك الموضع في ذلك الوقت ، فلم يزل جسده عندهم ، حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه ، وأنجز الله ما وعده ، فهو يحيى إلى ما شاء الله له أن يحيى . وقيل اسمه بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وقال إسماعيل بن أبي أويس : اسم الخضر فيما بلغنا - والله أعلم - المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد . وقال بعضهم : كنيته أبو العباس . والأشبه - والله أعلم - أن الخضر لقب غلب عليه .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية