nindex.php?page=treesubj&link=18524_23465_31895_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88فلما دخلوا عليه أي على
يوسف عليه السلام بعد ما رجعوا إلى
مصر بموجب أمر أبيهم وإنما لم يذكر إيذانا بمسارعتهم إلى ما أمروا به وإشعارا بأن ذلك أمر محقق لا يفتقر إلى الذكر والبيان وأنكر اليهود رجوعهم بعد أخذ
بنيامين إلى أبيهم ثم عودهم إلى
مصر وزعموا أنهم لما جاءوا أولا للميرة اتهمهم بأنهم جواسيس فاعتذروا وذكروا أنهم أولاد نبي الله تعالى
يعقوب وأنهم كانوا اثني عشر ولدا هلك واحد منهم وتخلف أخوه عند أبيهم يتسلى به عن الهالك حيث أنه كان يحبه كثيرا فقال : ائتوني به لأتحقق صدقكم وحبس
شمعون عنده حتى يجيئوا فلما أتوا به ووقع ما وقع من أمر السرقة أظهروا الخضوع والانكسار فلم يملك عليه السلام نفسه حتى تعرف إليهم ثم أمرهم بالعود إلى أبيهم ليخبروه الخبر ويأتوا به وهو الذي تضمنته توراتهم اليوم وما بعد الحق إلا الضلال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88قالوا يا أيها العزيز خاطبوه بذلك تعظيما له على حد خطابهم السابق به على ما هو ظاهر وهل كانوا يعرفون اسمه أم لا لم أر من تعرض
[ ص: 46 ] لذلك فإن كانوا يعرفونه ازداد أمر جهالتهم غرابة والمراد على ما قال
الإمام وغيره يا أيها الملك القادر المنيع
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88مسنا وأهلنا الضر الهزال من شدة الجوع والمراد بالأهل ما يشمل الزوجة وغيرها
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وجئنا ببضاعة مزجاة مدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقارا من أزجيته إذا دفعته وطردته والريح تزجي السحاب وأنشدوا
لحاتم :
ليبك على ملحان ضيف مدفع وأرملة تزجي مع الليل أرملا
وكني بها عن القليل أو الرديء لأنه لعدم الاعتناء يرمى ويطرح قيل : كانت بضاعتهم من متاع الأعراب صوفا وسمنا وقيل : الصنوبر وحبة الخضراء وروي ذلك عن
أبي صالح nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم وقيل : سويق المقل والأقط وقيل : قديد وحش وقيل : حبالا وأعدالا وأحقابا وقيل : كانت دراهم زيوفا لا تؤخذ إلا بوضيعة وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما والمروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن تفسيرها بقليلة لا غير وعلى كل فمزجاة صفة حقيقية للبضاعة وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هي من قولهم : فلان يزجي العيش أي يدفع الزمان بالقليل والمعنى إنا جئنا ببضاعة يدفع بها الزمان وليست مما ينتفع به والتقدير على هذا ببضاعة مزجاة بها الأيام أي تدفع بها ويصبر عليها حتى تنقضي كما قيل :
درج الأيام تندرج وبيوت الهم لا تلج
وما ذكر أولا هو الأولى وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي أن مزجاة من لغة العجم وقيل : من لغة
القبط وتعقب ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري بأنه لا ينبغي أن يجعل لفظ معروف الاشتقاق والتصريف منسوبا إلى غير لغة
العرب فالنسبة إلى ذلك مزجاة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( مزجية ) بالإمالة لأن أصلها الياء والظاهر أنهم إنما قدموا هذا الكلام ليكون ذريعة إلى إسعاف مرامهم ببعث الشفقة وهز العطف والرأفة وتحريك سلسلة الرحمة ثم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88فأوف لنا الكيل أي أتممه لنا ولا تنقصه لقلة بضاعتنا أو رداءتها واستدل بهذا على أن الكيل على البائع ولا دليل فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وتصدق علينا ظاهره بالإيفاء أو بالمسامحة وقبول المزجاة أو بالزيادة على ما يساويها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج إنهم أرادوا تصدق علينا برد أخينا
بنيامين على أبيه قيل : وهو الأنسب بحالهم بالنسبة إلى أمر أبيهم وكأنهم أرادوا تفضل علينا بذلك لأن رد الأخ ليس بصدقة حقيقة وقد جاءت الصدقة بمعنى التفضل كما قيل : ومنه تصدق الله تعالى على فلان بكذا وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن لمن سمعه يقول : اللهم تصدق علي إن الله تعالى لا يتصدق إنما يتصدق من يبغي الثواب قل : اللهم أعطني أو تفضل علي أو ارحمني فقد رد بقوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=658116صدقة تصدق الله تعالى بها عليكم فاقبلوا صدقته وأجيب عنه مجازا ومشاكلة وإنما رد
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن على القائل لأنه لم يكن بليغا كما في قصة المتوفى وادعى بعضهم تعين الحمل على المجاز أيضا إذا كان المراد طلب الزيادة على ما يعطى بالثمن بناء على أن حرمة أخذ الصدقة ليست خاصة بنبينا صلى الله تعالى عليه وسلم كما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة بل هي عامة له عليه الصلاة والسلام ولمن قبله من الأنبياء عليهم السلام وآلهم كما ذهب إليه البعض والسائلون من إحدى الطائفتين لا محالة وتعقب بأنا لو سلمنا العموم لا نسلم أن المحرم
[ ص: 47 ] أخذ الصدقة مطلقا بل المحرم إنما هو أخذ الصدقة المفروضة وما هنا ليس منها والظاهر كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إنهم تمسكنوا له عليه السلام بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88مسنا .. إلخ وطلبوا إليه أن يتصدق عليهم بقولهم : ( تصدق علينا ) فلو لم يحمل على الظاهر لما طابقه ذلك التمهيد ولا هذا التوطيد أعني
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88إن الله يجزي المتصدقين . (88) . بذكر الله تعالى وجزائه الحاملين على ذلك وإن فاعله منه تعالى بمكان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : وفي العدول عن إن الله تعالى يجزيك بصدقتك إلى ما في النظم الكريم مندوحة عن الكذب فهو من المعاريض فإنهم كانوا يعتقدونه ملكا كافرا وروي مثله عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ووجه عدم بدئهم بما أمروا به على القول بخلاف الظاهر في متعلق التصدق بأن فيما سلكوه استجلابا للشفقة والرحمة فكأنهم أرادوا أن يملؤوا حياض قلبه من نميرها ليسقوا به أشجار تحسسهم لتثمر لهم غرض أبيهم ووجهه بعضهم بمثل هذا ثم قال : على أن قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وتصدق .. إلخ كلام ذو وجهين فإنه يحتمل الحمل على المحملين فلعله عليه السلام حمله على طلب الرد ولذلك
nindex.php?page=treesubj&link=18524_23465_31895_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ أَيْ عَلَى
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ مَا رَجَعُوا إِلَى
مِصْرَ بِمُوجِبِ أَمْرِ أَبِيهِمْ وَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرْ إِيذَانًا بِمُسَارَعَتِهِمْ إِلَى مَا أُمِرُوا بِهِ وَإِشْعَارًا بِأَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مُحَقَّقٌ لَا يَفْتَقِرُ إِلَى الذِّكْرِ وَالْبَيَانِ وَأَنْكَرَ الْيَهُودُ رُجُوعَهُمْ بَعْدَ أَخْذِ
بِنْيَامِينَ إِلَى أَبِيهِمْ ثُمَّ عَوْدَهُمْ إِلَى
مِصْرَ وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا جَاءُوا أَوَّلًا لِلْمِيرَةِ اتَّهَمَهُمْ بِأَنَّهُمْ جَوَاسِيسُ فَاعْتَذَرُوا وَذَكَرُوا أَنَّهُمْ أَوْلَادُ نَبِيِّ اللَّهِ تَعَالَى
يَعْقُوبَ وَأَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ وَلَدًا هَلَكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَتَخَلَّفَ أَخُوهُ عِنْدَ أَبِيهِمْ يَتَسَلَّى بِهِ عَنِ الْهَالِكِ حَيْثُ أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّهُ كَثِيرًا فَقَالَ : ائْتُونِي بِهِ لِأَتَحَقَّقَ صِدْقَكُمْ وَحُبِسَ
شَمْعُونُ عِنْدَهُ حَتَّى يَجِيئُوا فَلَمَّا أَتَوْا بِهِ وَوَقَعَ مَا وَقَعَ مِنْ أَمْرِ السَّرِقَةِ أَظْهَرُوا الْخُضُوعَ وَالِانْكِسَارَ فَلَمْ يَمْلِكْ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَفْسَهُ حَتَّى تَعَرَّفَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِالْعَوْدِ إِلَى أَبِيهِمْ لِيُخْبِرُوهُ الْخَبَرَ وَيَأْتُوا بِهِ وَهُوَ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ تَوْرَاتُهُمُ الْيَوْمَ وَمَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ خَاطَبُوهُ بِذَلِكَ تَعْظِيمًا لَهُ عَلَى حَدِّ خِطَابِهِمُ السَّابِقِ بِهِ عَلَى مَا هُوَ ظَاهِرٌ وَهَلْ كَانُوا يَعْرِفُونَ اسْمَهُ أَمْ لَا لَمْ أَرَ مَنْ تَعَرَّضَ
[ ص: 46 ] لِذَلِكَ فَإِنْ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ ازْدَادَ أَمْرُ جَهَالَتِهِمْ غَرَابَةً وَالْمُرَادُ عَلَى مَا قَالَ
الْإِمَامُ وَغَيْرُهُ يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْقَادِرُ الْمَنِيعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ الْهُزَالُ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَالْمُرَادُ بِالْأَهْلِ مَا يَشْمَلُ الزَّوْجَةَ وَغَيْرَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ مَدْفُوعَةٍ يَدْفَعُهَا كُلُّ تَاجِرٍ رَغْبَةً عَنْهَا وَاحْتِقَارًا مِنْ أَزْجَيْتُهُ إِذَا دَفَعْتُهُ وَطَرَدْتُهُ وَالرِّيحُ تُزْجِي السَّحَابَ وَأَنْشَدُوا
لِحَاتِمٍ :
لِيَبْكِ عَلَى مُلْحَانَ ضَيْفٌ مُدْفَعٌ وَأَرْمَلَةٌ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أَرْمَلَا
وَكُنِّيَ بِهَا عَنِ الْقَلِيلِ أَوِ الرَّدِيءِ لِأَنَّهُ لِعَدَمِ الِاعْتِنَاءِ يُرْمَى وَيُطْرَحُ قِيلَ : كَانَتْ بِضَاعَتُهُمْ مِنْ مَتَاعِ الْأَعْرَابِ صُوفًا وَسَمْنًا وَقِيلَ : الصَّنَوْبَرُ وَحَبَّةُ الْخَضْرَاءِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَقِيلَ : سَوِيقُ الْمَقْلِ وَالْأَقْطُ وَقِيلَ : قَدِيدٌ وَحَشٌّ وَقِيلَ : حِبَالًا وَأَعْدَالًا وَأَحْقَابًا وَقِيلَ : كَانَتْ دَرَاهِمَ زُيُوفًا لَا تُؤْخَذُ إِلَّا بِوَضِيعَةٍ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَالْمَرْوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ تَفْسِيرُهَا بِقَلِيلَةٍ لَا غَيْرَ وَعَلَى كُلٍّ فَمُزْجَاةٌ صِفَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِلْبِضَاعَةِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ : فُلَانٌ يُزْجِي الْعَيْشَ أَيْ يَدْفَعُ الزَّمَانَ بِالْقَلِيلِ وَالْمَعْنَى إِنَّا جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ يُدْفَعُ بِهَا الزَّمَانُ وَلَيْسَتْ مِمَّا يُنْتَفَعُ بِهِ وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ بِهَا الْأَيَّامُ أَيْ تُدْفَعُ بِهَا وَيُصَبَّرُ عَلَيْهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ كَمَا قِيلَ :
دَرِّجِ الْأَيَّامَ تَنْدَرِجْ وَبُيُوتُ الْهَمِّ لَا تُلَجْ
وَمَا ذُكِرَ أَوَّلًا هُوَ الْأَوْلَى وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيِّ أَنَّ مُزْجَاةً مِنْ لُغَةِ الْعَجَمِ وَقِيلَ : مِنْ لُغَةِ
الْقِبْطِ وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ بِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ لَفْظٌ مَعْرُوفُ الِاشْتِقَاقِ وَالتَّصْرِيفِ مَنْسُوبًا إِلَى غَيْرِ لُغَةِ
الْعَرَبِ فَالنِّسْبَةُ إِلَى ذَلِكَ مُزْجَاةٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( مُزْجِيةٍ ) بِالْإِمَالَةِ لِأَنَّ أَصْلَهَا الْيَاءُ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ إِنَّمَا قَدَّمُوا هَذَا الْكَلَامَ لِيَكُونَ ذَرِيعَةً إِلَى إِسْعَافِ مَرَامِهِمْ بِبَعْثِ الشَّفَقَةِ وَهَزِّ الْعَطْفِ وَالرَّأْفَةِ وَتَحْرِيكِ سِلْسِلَةِ الرَّحْمَةِ ثُمَّ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ أَيْ أَتْمِمْهُ لَنَا وَلَا تَنْقُصْهُ لِقِلَّةِ بِضَاعَتِنَا أَوْ رَدَاءَتِهَا وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ الْكَيْلَ عَلَى الْبَائِعِ وَلَا دَلِيلَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ظَاهِرُهُ بِالْإِيفَاءِ أَوْ بِالْمُسَامَحَةِ وَقَبُولِ الْمُزْجَاةِ أَوْ بِالزِّيَادَةِ عَلَى مَا يُسَاوِيهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ إِنَّهُمْ أَرَادُوا تَصَدَّقْ عَلَيْنَا بَرَدِّ أَخِينَا
بِنْيَامِينَ عَلَى أَبِيهِ قِيلَ : وَهُوَ الْأَنْسَبُ بِحَالِهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَمْرِ أَبِيهِمْ وَكَأَنَّهُمْ أَرَادُوا تَفَضَّلْ عَلَيْنَا بِذَلِكَ لِأَنَّ رَدَّ الْأَخِ لَيْسَ بِصَدَقَةٍ حَقِيقَةً وَقَدْ جَاءَتِ الصَّدَقَةُ بِمَعْنَى التَّفَضُّلِ كَمَا قِيلَ : وَمِنْهُ تَصَدَّقَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى فُلَانٍ بِكَذَا وَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ لِمَنْ سَمِعَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَتَصَدَّقُ إِنَّمَا يَتَصَدَّقُ مَنْ يَبْغِي الثَّوَابَ قُلِ : اللَّهُمَّ أَعْطِنِي أَوْ تَفَضَّلْ عَلَيَّ أَوِ ارْحَمْنِي فَقَدْ رُدَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=658116صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ وَأُجِيبَ عَنْهُ مَجَازًا وَمُشَاكَلَةً وَإِنَّمَا رَدَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ عَلَى الْقَائِلِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَلِيغًا كَمَا فِي قِصَّةِ الْمُتَوَفَّى وَادَّعَى بَعْضُهُمْ تَعَيُّنَ الْحَمْلِ عَلَى الْمَجَازِ أَيْضًا إِذَا كَانَ الْمُرَادُ طَلَبَ الزِّيَادَةِ عَلَى مَا يُعْطَى بِالثَّمَنِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ حُرْمَةَ أَخْذِ الصَّدَقَةِ لَيْسَتْ خَاصَّةً بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بَلْ هِيَ عَامَّةٌ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلِمَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَآلِهِمْ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبَعْضُ وَالسَّائِلُونَ مِنْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لَا مَحَالَةَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّا لَوْ سَلَّمْنَا الْعُمُومَ لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الْمُحَرَّمَ
[ ص: 47 ] أَخْذُ الصَّدَقَةِ مُطْلَقًا بَلِ الْمُحَرَّمُ إِنَّمَا هُوَ أَخْذُ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَةِ وَمَا هُنَا لَيْسَ مِنْهَا وَالظَّاهِرُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّهُمْ تَمَسْكَنُوا لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88مَسَّنَا .. إِلَخْ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ : ( تَصَدَّقْ عَلَيْنَا ) فَلَوْ لَمْ يُحْمَلْ عَلَى الظَّاهِرِ لَمَا طَابَقَهُ ذَلِكَ التَّمْهِيدُ وَلَا هَذَا التَّوْطِيدُ أَعْنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ . (88) . بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَجَزَائِهِ الْحَامِلِينَ عَلَى ذَلِكَ وَإِنَّ فَاعِلَهُ مِنْهُ تَعَالَى بِمَكَانٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ : وَفِي الْعُدُولِ عَنْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْزِيكَ بِصَدَقَتِكَ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ فَهُوَ مِنَ الْمَعَارِيضِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَهُ مَلِكًا كَافِرًا وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ وَوَجْهُ عَدَمِ بَدْئِهِمْ بِمَا أُمِرُوا بِهِ عَلَى الْقَوْلِ بِخِلَافِ الظَّاهِرِ فِي مُتَعَلِّقِ التَّصَدُّقِ بِأَنَّ فِيمَا سَلَكُوهُ اسْتِجْلَابًا لِلشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ فَكَأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَمْلَؤُوا حِيَاضَ قَلْبِهِ مِنْ نَمِيرِهَا لِيَسْقُوا بِهِ أَشْجَارَ تَحَسُّسِهِمْ لِتُثْمِرَ لَهُمْ غَرَضَ أَبِيهِمْ وَوَجَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِمِثْلِ هَذَا ثُمَّ قَالَ : عَلَى أَنَّ قَوْلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=88وَتَصَدَّقْ .. إِلَخْ كَلَامٌ ذُو وَجْهَيْنِ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ الْحَمْلَ عَلَى الْمَحْمَلَيْنِ فَلَعَلَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَمَلَهُ عَلَى طَلَبِ الرَّدِّ وَلِذَلِكَ