nindex.php?page=treesubj&link=30347_32404_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق بالحكمة البالغة المتضمنة للمصالح الدينية والدنيوية ، قيل : وأصل الحق مقابل الباطل فأريد به الغرض الصحيح الواقع على أتم الوجوه وهو الحكمة العظيمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وصوركم فأحسن صوركم حيث برأكم سبحانه في أحسن تقويم وأودع فيكم من القوى والمشاعر الظاهرة والباطنة ما نيط بها جميع الكمالات البارزة والكامنة وزينكم بصفوة صفات مصنوعاته وخصكم بخلاصة خصائص مبدعاته وجعلكم أنموذج جميع مخلوقاته في هذه النشأة ، وقد ذكر بعض المحققين أن الإنسان جامع بين العالم العلوي والسفلي ، وذلك لروحه التي هي من عالم المجردات وبدنه الذي هو من عالم الماديات وأنشدوا :
وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
ولعمري إن الإنسان أعجب نسخة في هذا العالم قد اشتملت على دقائق أسرار شهدت ببعضها الآثار وعلم ما علم منها ذوو الأبصار ، وخص بعضهم الصورة بالشكل المدرك بالعين كما هو معروف ، وكل ما يشاهد من الصور الإنسانية حسن لكن الحسن كغيره من المعاني على طبقات ومراتب فلانحطاط بعضها عن مراتب ما فوقها انحطاطا بينا وإضافتها إلى الموفى عليها لا تستملح وإلا فهي داخلة في حيز الحسن غير خارجة من حده ألا ترى أنك قد تعجب بصورة وتستملحها ولا ترى الدنيا بها ثم ترى أملح وأعلى في مراتب الحسن فينبو عن الأولى طرفك وتستثقل النظر إليها بعد افتتانك بها وتهالكك عليها ، وقالت الحكماء : شيئان لا غاية لهما : الجمال والبيان .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وأبو رزين «صوركم » بكسر الصاد والقياس الضم كما في قراءة الجمهور .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وإليه المصير في النشأة الأخرى لا إلى غيره استقلالا أو اشتراكا فاصرفوا ما خلق لكم فيما خلقه لئلا يمسخ ما يشاهد من حسنكم بالعذاب
nindex.php?page=treesubj&link=30347_32404_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ بِالْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ ، قِيلَ : وَأَصْلُ الْحَقِّ مُقَابِلُ الْبَاطِلِ فَأُرِيدَ بِهِ الْغَرَضُ الصَّحِيحُ الْوَاقِعُ عَلَى أَتَمِّ الْوُجُوهِ وَهُوَ الْحِكْمَةُ الْعَظِيمَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ حَيْثُ بَرَأَكُمْ سُبْحَانَهُ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ وَأَوْدَعَ فِيكُمْ مِنَ الْقُوَى وَالْمَشَاعِرِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ مَا نِيطَ بِهَا جَمِيعُ الْكِمَالَاتِ الْبَارِزَةِ وَالْكَامِنَةِ وَزَيَّنَكُمْ بِصَفْوَةِ صِفَاتِ مَصْنُوعَاتِهِ وَخَصَّكُمْ بِخُلَاصَةِ خَصَائِصِ مُبْدِعَاتِهِ وَجَعَلَكُمْ أُنْمُوذَجَ جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ فِي هَذِهِ النَّشْأَةِ ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ أَنَّ الْإِنْسَانَ جَامِعٌ بَيْنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ ، وَذَلِكَ لِرُوحِهِ الَّتِي هِيَ مِنْ عَالَمِ الْمُجَرَّدَاتِ وَبَدَنِهِ الَّذِي هُوَ مِنْ عَالَمِ الْمَادِّيَّاتِ وَأَنْشَدُوا :
وَتَزْعُمُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ وَفِيكَ انْطَوَى الْعَالَمُ الْأَكْبَرُ
وَلَعَمْرِي إِنَّ الْإِنْسَانَ أَعْجَبُ نُسْخَةٍ فِي هَذَا الْعَالَمِ قَدِ اشْتَمَلَتْ عَلَى دَقَائِقِ أَسْرَارٍ شَهِدَتْ بِبَعْضِهَا الْآثَارُ وَعَلِمَ مَا عَلِمَ مِنْهَا ذَوُو الْأَبْصَارِ ، وَخَصَّ بَعْضُهُمُ الصُّورَةَ بِالشَّكْلِ الْمُدْرَكِ بِالْعَيْنِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ ، وَكُلُّ مَا يُشَاهَدُ مِنَ الصُّوَرِ الْإِنْسَانِيَّةِ حَسَنٌ لَكِنَّ الْحُسْنَ كَغَيْرِهِ مِنَ الْمَعَانِي عَلَى طَبَقَاتٍ وَمَرَاتِبَ فَلِانْحِطَاطُ بَعْضِهَا عَنْ مَرَاتِبِ مَا فَوْقَهَا انْحِطَاطًا بَيِّنًا وَإِضَافَتُهَا إِلَى الْمُوَفَّى عَلَيْهَا لَا تُسْتَمْلَحُ وَإِلَّا فَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي حَيِّزِ الْحُسْنِ غَيْرُ خَارِجَةٍ مِنْ حَدِّهِ أَلَا تَرَى أَنَّكَ قَدْ تَعْجَبُ بِصُورَةٍ وَتَسْتَمْلِحُهَا وَلَا تَرَى الدُّنْيَا بِهَا ثُمَّ تَرَى أَمْلَحَ وَأَعْلَى فِي مَرَاتِبِ الْحُسْنِ فَيَنْبُو عَنِ الْأُولَى طَرْفُكَ وَتَسْتَثْقِلُ النَّظَرَ إِلَيْهَا بَعْدَ افْتِتَانِكَ بِهَا وَتَهَالُكِكَ عَلَيْهَا ، وَقَالَتِ الْحُكَمَاءُ : شَيْئَانِ لَا غَايَةَ لَهُمَا : الْجَمَالُ وَالْبَيَانُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو رُزَيْنٌ «صِوَرَكُمْ » بِكَسْرِ الصَّادِ وَالْقِيَاسُ الضَّمُّ كَمَا فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ فِي النَّشْأَةِ الْأُخْرَى لَا إِلَى غَيْرِهِ اسْتِقْلَالًا أَوِ اشْتِرَاكًا فَاصْرِفُوا مَا خُلِقَ لَكُمْ فِيمَا خَلَقَهُ لِئَلَّا يُمْسَخَ مَا يُشَاهَدُ مِنْ حُسْنِكُمْ بِالْعَذَابِ