الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      185 - أولم ينظروا نظر استدلال في ملكوت السماوات والأرض الملكوت: الملك العظيم. وما خلق الله من شيء وفيما خلق الله مما يقع عليه اسم الشيء من أجناس لا يحصرها العدد وأن عسى "أن" مخففة من الثقيلة، وأصله: وأنه عسى، والضمير ضمير الشأن، وهو في موضع الجر بالعطف على ملكوت، والمعنى: أو لم ينظروا في أن الشأن، والحديث عسى. أن يكون قد اقترب أجلهم ولعلهم يموتون عما قريب فيسارعوا إلى النظر، وطلب الحق، [ ص: 622 ] وما ينجيهم قبل مفاجأة الأجل، وحلول العقاب فبأي حديث بعده بعد القرآن يؤمنون إذا لم يؤمنوا به، وهو متعلق بعسى أن يكون قد اقترب أجلهم، كأنه قيل: لعل أجلهم قد اقترب، فما لهم لا يبادرون الإيمان بالقرآن قبل الفوت؟! وماذا ينتظرون بعد وضوح الحق؟! وبأي حديث أحق منه يريدون أن يؤمنوا به؟!

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية