الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

                                                                                                                                                                                                                                      153 - وانتصب إذ تصعدون تبالغون في الذهاب في صعيد الأرض، والإصعاد: الذهاب في صعيد الأرض، والإبعاد فيه، بصرفكم، أو بقوله "ليبتليكم" أو بإضمار اذكروا. ولا تلوون على أحد ولا تلتفتون، وهو عبارة عن غاية انهزامهم، وخوف عدوهم والرسول يدعوكم يقول: "إلي عباد الله، أنا رسول الله، من يكر فله الجنة". [ ص: 302 ] والجملة في موضع الحال في أخراكم في ساقتكم، وجماعتكم الأخرى، وهي المتأخرة. يقال: جئت في آخر الناس وأخراهم، كما تقول: في أولهم، وأولاهم، بتأويل مقدمتهم، وجماعتهم الأولى. فأثابكم عطف على صرفكم، أي: فجازاكم الله غما حين صرفكم عنهم، وابتلاكم. بغم بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعصيانكم أمره، أو غما مضاعفا، غما بعد غم، وغما متصلا بغم ، من الاغتمام بما أرجف به من قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجرح، والقتل، وظفر المشركين، وفوت الغنيمة والنصر. لكيلا تحزنوا على ما فاتكم لتتمرنوا على تجرع الغموم، فلا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع. ولا ما أصابكم ولا على مصيب من المضار والله خبير بما تعملون عالم بعملكم لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وهذا ترغيب في الطاعة، وترهيب عن المعصية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية