ولما كان قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10بل هم بلقاء ربهم كافرون قد أشار إلى أن الحامل لهم على الكفر الكبر، وذكر سبحانه أنه قسم الناس قسمين
[ ص: 254 ] لأجل الدارين، تشوفت النفس إلى ذكر علامة أهل الإيمان كما ذكرت علامة أهل الكفران، فقال معرفا أن المجرمين لا سبيل إلى إيمانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه nindex.php?page=treesubj&link=18669_1886_1900_29509_34513_29003nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15إنما يؤمن بآياتنا الدالة على عظمتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15الذين إذا ذكروا بها من أي مذكر كان، في أي وقت كان، قبل كشف الغطاء وبعده
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15خروا سجدا أي بادروا إلى السجود مبادرة من كأنه سقط من غير قصد، خضعا لله من شدة تواضعهم وخشيتهم وإخباتهم له خضوعا ثابتا دائما
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15وسبحوا أي أوقعوا التنزيه عن كل شائبة نقص من ترك العبث المؤدي إلى تضييع الحكمة ومن غيره متلبسين
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15بحمد ولفت الكلام إلى الصفة المقتضية لتنزيههم وحمدهم تنبيها لهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15ربهم أي بإثباتهم له الإحاطة بصفات الكمال، ولما تضمن هذا تواضعهم، صرح به في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15وهم لا يستكبرون أي لا يجددون طلب الكبر عن شيء مما دعاهم إليه الهادي ولا يوجدونه خلقا لهم راسخا في ضمائرهم.
وَلَمَّا كَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قَدْ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْحَامِلَ لَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ الْكِبَرُ، وَذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ قَسَّمَ النَّاسَ قِسْمَيْنِ
[ ص: 254 ] لِأَجْلِ الدَّارَيْنِ، تَشَوَّفَتِ النَّفْسُ إِلَى ذِكْرِ عَلَامَةِ أَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا ذُكِرَتْ عَلَامَةُ أَهْلِ الْكُفْرَانِ، فَقَالَ مُعَرِّفًا أَنَّ الْمُجْرِمِينَ لَا سَبِيلَ إِلَى إِيمَانِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ nindex.php?page=treesubj&link=18669_1886_1900_29509_34513_29003nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الدَّالَّةِ عَلَى عَظَمَتِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا مِنْ أَيِّ مُذَكِّرٍ كَانَ، فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ، قَبْلَ كَشْفِ الْغِطَاءِ وَبَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15خَرُّوا سُجَّدًا أَيْ بَادَرُوا إِلَى السُّجُودِ مُبَادَرَةَ مَنْ كَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، خُضَّعًا لِلَّهِ مِنْ شِدَّةِ تَوَاضُعِهِمْ وَخَشْيَتِهِمْ وَإِخْبَاتِهِمْ لَهُ خُضُوعًا ثَابِتًا دَائِمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15وَسَبَّحُوا أَيْ أَوْقَعُوا التَّنْزِيهَ عَنْ كُلِّ شَائِبَةِ نَقْصٍ مِنْ تَرْكِ الْعَبَثِ الْمُؤَدِّي إِلَى تَضْيِيعِ الْحِكْمَةِ وَمَنْ غَيْرِهِ مُتَلَبِّسِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15بِحَمْدِ وَلَفْتَ الْكَلَامَ إِلَى الصِّفَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِتَنْزِيهِهِمْ وَحَمْدِهِمْ تَنْبِيهًا لَهُمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15رَبِّهِمْ أَيْ بِإِثْبَاتِهِمْ لَهُ الْإِحَاطَةَ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَلَمَّا تَضَمَّنَ هَذَا تَوَاضُعَهُمْ، صَرَّحَ بِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=15وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ أَيْ لَا يُجَدِّدُونَ طَلَبَ الْكِبَرِ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ الْهَادِي وَلَا يُوجِدُونَهُ خُلُقًا لَهُمْ رَاسِخًا فِي ضَمَائِرِهِمْ.