nindex.php?page=treesubj&link=28861_30434_30531_30532_30539_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها أي عنقها وأجود ما فيها - هو حال على التقدير الأول
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حبل كالحطابين تخسيسا لأمرها وتحقيرا لحالها
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5من مسد أي ليف أو ليف المقل أو من شيء قد فتل وأحكم فتله، من قولهم: رجل ممسود الخلق، أي مجدوله - وقد رجع آخرها على أولها، فإن من كانت امرأته مصورة بصورة حطابة على ظهرها حزمة حطب معلق
[ ص: 343 ] حبلها في جيدها فهو في غاية الحقارة، والتباب والخساسة والخسارة، وحاصل هذه السورة أن
أبا لهب قطع رحمه وجار عن قصد السبيل واجتهد بعد ضلاله في إضلال غيره، وظلم الناصح له الرءوف به الذي لم يأل جهدا في نصحه على ما تراه من أنه لم يأل [هو -] جهدا في أذاه واعتمد على ماله وأكسابه فهلك وأهلك امرأته معه ومن تبعه من أولاده، ومن أعظم مقاصد سورة النساء المناظرة لها في رد المقطع على المطلع التواصل والتقارب والإحسان لا سيما لذوي الأرحام، والعدل في جميع الأقوال والأفعال، فكان شرح حال الناصح الذي لا ينطق عن الهوى، [وحال الضال الذي إنما ينطق عن الهوى -] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم وختمها إشارة إلى التحذير من مثل حاله، فكأنه قيل: يبين الله لكم أن تضلوا فكونوا
كأبي لهب في البوار، وصلي النار - كما تبين لكم، فكونوا على حذر من كل ما يشابه حاله وإن ظهر لكم خلاف ذلك، فأنا أعلم منكم - والله بكل شيء عليم "والحمد لله رب العالمين".
nindex.php?page=treesubj&link=28861_30434_30531_30532_30539_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا أَيْ عُنُقِهَا وَأَجْوَدُ مَا فِيهَا - هُوَ حَالٌ عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5حَبْلٌ كَالْحَطَّابِينَ تَخْسِيسًا لِأَمْرِهَا وَتَحْقِيرًا لِحَالِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5مِنْ مَسَدٍ أَيْ لِيفٍ أَوْ لِيفِ الْمُقِلِّ أَوْ مِنْ شَيْءٍ قَدْ فُتِلَ وَأُحْكِمَ فَتْلُهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ مَمْسُودُ الْخُلُقِ، أَيْ مُجَدْوَلَهُ - وَقَدْ رَجَعَ آخِرُهَا عَلَى أَوَّلِهَا، فَإِنَّ مَنْ كَانَتِ امْرَأَتُهُ مُصَوَّرَةً بِصُورَةٍ حَطَّابَةٍ عَلَى ظَهْرِهَا حِزْمَةُ حَطَبٍ مُعَلَّقٍ
[ ص: 343 ] حَبْلُهَا فِي جِيدِهَا فَهُوَ فِي غَايَةِ الْحَقَارَةِ، وَالتِّبَابِ وَالْخَسَاسَةِ وَالْخَسَارَةِ، وَحَاصِلُ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ
أَبَا لَهَبٍ قَطَعَ رَحِمَهُ وَجَارَ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ وَاجْتَهَدَ بَعْدَ ضَلَالِهِ فِي إِضْلَالِ غَيْرِهِ، وَظُلْمِ النَّاصِحِ لَهُ الرَّءُوفِ بِهِ الَّذِي لَمْ يَأْلِ جُهْدًا فِي نُصْحِهِ عَلَى مَا تَرَاهُ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يَأْلِ [هُوَ -] جُهْدًا فِي أَذَاهُ وَاعْتَمَدَ عَلَى مَالِهِ وَأَكْسَابِهِ فَهَلَكَ وَأَهْلَكَ امْرَأَتَهُ مَعَهُ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أَوْلَادِهِ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ سُورَةِ النِّسَاءِ الْمُنَاظِرَةِ لَهَا فِي رَدِّ الْمَقْطَعِ عَلَى الْمَطْلَعِ التَّوَاصُلُ وَالتَّقَارُبُ وَالْإِحْسَانُ لَا سِيَّمَا لِذَوِي الْأَرْحَامِ، وَالْعَدْلِ فِي جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، فَكَانَ شَرْحُ حَالِ النَّاصِحِ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، [وَحَالُ الضَّالِّ الَّذِي إِنَّمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى -] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَخَتْمُهَا إِشَارَةٌ إِلَى التَّحْذِيرِ مِنْ مِثْلِ حَالِهِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا فَكُونُوا
كَأَبِي لَهَبٍ فِي الْبَوَارِ، وَصَلِيَ النَّارَ - كَمَا تَبَيَّنَ لَكُمْ، فَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ مِنْ كُلِّ مَا يُشَابِهُ حَالَهُ وَإِنْ ظَهَرَ لَكُمْ خِلَافَ ذَلِكَ، فَأَنَا أَعْلَمُ مِنْكُمْ - وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".