[ ص: 258 ] سورة تبت
وهي مكية بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32079_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب nindex.php?page=treesubj&link=30311_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله وما كسب nindex.php?page=treesubj&link=30434_30437_30532_30539_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سيصلى نارا ذات لهب nindex.php?page=treesubj&link=28861_31788_32024_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب nindex.php?page=treesubj&link=28861_30434_30531_30532_30539_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5في جيدها حبل من مسد .
وسبب نزولها ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في " الصحيحين " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665656لما نزل nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء: 214] صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال: " يا صباحاه " . فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: ما لك؟ فقال: أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم، أو ممسيكم، أما كنتم تصدقوني؟، قالوا: بلى . قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " .
قال أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا؟ فأنزل الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب [ ص: 259 ] ومعنى: تبت: خسرت يدا
أبي لهب nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1وتب أي: وخسر هو . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: الأول: دعاء، والثاني: خبر، كما يقول الرجل: أهلكك الله وقد أهلكك، وجعلك الله صالحا وقد جعلك . وقيل: ذكر يديه، والمراد نفسه، ولكن هذا عادة
العرب يعبرون ببعض الشيء عن جميعه، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك [الحج: 10] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: "
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وتب " ولد
أبي لهب . فأما
أبو لهب فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل: إن اسمه
عبد العزى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير وحده " أبي لهب " بإسكان الهاء . قال
أبو علي: يشبه أن يكون لغة كالشمع، والشمع والنهر، والنهر .
فإن قيل: كيف كناه الله عز وجل، وفي الكنية نوع تعظيم؟
فعنه جوابان .
أحدهما: أنه إن صح أن اسمه
عبد العزى، فكيف يذكره الله بهذا الاسم وفيه معنى الشرك؟!
والثاني: أن كثيرا من الناس اشتهروا بكناهم، ولم يعرف لهم أسماء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: خبرني غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبا عمرو بن العلاء، وأبا سفيان [ ص: 260 ] ابن العلاء أسماؤهما كناهما، فإن كان اسم
أبي لهب كنيته، فإنما ذكره بما لا يعرف إلا به .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربيه إلى الله عز وجل قال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخي حقا، فإني أفتدي بمالي، وولدي، فقال الله عز وجل: nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2ما أغنى عنه ماله وما كسب قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: و " ما " في موضع رفع . المعنى: ما أغنى عنه ماله وكسبه أي: ولده . وكذلك قال المفسرون: المراد بكسبه هاهنا: ولده . و "
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2أغنى " بمعنى يغني
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سيصلى نارا ذات لهب أي: تلتهب عليه من غير دخان
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته أي: ستصلى امرأته، وهي
أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان . وفي هذا دلالة على صحة نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام، لأنه أخبر بهذا المعنى أنه وزوجته يموتان على الكفر، فكان كذلك . إذ لو قالا بألسنتهما: قد أسلمنا، لوجد الكفار متعلقا في الرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن الله علم أنهما لا يسلمان باطنا ولا ظاهرا، فأخبره بذلك .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب فيه أربعة أقوال .
أحدها: أنها كانت تمشي بالنميمة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، [ ص: 261 ] nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: فشبهوا النميمة بالحطب، والعداوة والشحناء بالنار، لأنهما يقعان بالنميمة، كما تلتهب النار بالحطب .
والثاني: أنها كانت تحتطب الشوك، فتلقيه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا، رواه
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
والثالث: أن المراد بالحطب: الخطايا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
والرابع: أنها كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر، وكانت تحتطب فعيرت بذلك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وليس بالقوي، لأن الله تعالى وصفه بالمال .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم وحده " حمالة الحطب " بالنصب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: من نصب " حمالة " فعلى الذم . والمعنى: أعني: حمالة
[ ص: 262 ] الحطب . والجيد: العنق . والمسد في لغة
العرب: الحبل إذا كان من ليف المقل . وقد يقال لما كان من أوبار الإبل من الحبال: " المسد " قال الشاعر:
ومسد أمر من أيانق [صهب عتاق ذات مخ زاهق]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: المسد عند كثير من الناس: الليف دون غيره، وليس كذلك، إنما المسد: كل ما ضفر وفتل من الليف وغيره .
واختلف المفسرون في المراد بهذا الحبل على ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها حبال كانت تكون
بمكة، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: حبل من شجر كانت تحتطب به .
والثاني: أنه قلادة من ودع، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والثالث: أنه سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن [ ص: 263 ] الزبير . وقال غيره: المراد بهذا الحبل: السلسلة التي ذكرها الله تعالى في النار، طولها سبعون ذراعا . والمعنى: أن تلك السلسلة قد فتلت فتلا محكما، [فهي] في عنقها تعذب بها في النار .
[ ص: 258 ] سُورَةُ تَبَّتْ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِإِجْمَاعِهِمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32079_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ nindex.php?page=treesubj&link=30311_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ nindex.php?page=treesubj&link=30434_30437_30532_30539_32340_34205_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ nindex.php?page=treesubj&link=28861_31788_32024_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ nindex.php?page=treesubj&link=28861_30434_30531_30532_30539_29082nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=5فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ .
وَسَبَبُ نُزُولِهَا مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665656لَمَّا نَزَلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشُّعَرَاءِ: 214] صَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: " يَا صَبَاحَاهُ " . فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ، أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟، قَالُوا: بَلَى . قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " .
قَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [ ص: 259 ] وَمَعْنَى: تَبَّتْ: خَسِرَتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1وَتَبَّ أَيْ: وَخَسِرَ هُوَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: الْأَوَّلُ: دُعَاءٌ، وَالثَّانِي: خَبَرٌ، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: أَهْلَكَكَ اللَّهُ وَقَدْ أَهْلَكَكَ، وَجَعَلَكَ اللَّهُ صَالِحًا وَقَدْ جَعَلَكَ . وَقِيلَ: ذَكَرَ يَدَيْهِ، وَالْمُرَادُ نَفْسُهُ، وَلَكِنْ هَذَا عَادَةُ
الْعَرَبِ يُعَبِّرُونَ بِبَعْضِ الشَّيْءِ عَنْ جَمِيعِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ [الْحَجِّ: 10] . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " وَلَدُ
أَبِي لَهَبٍ . فَأَمَّا
أَبُو لَهَبٍ فَهُوَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ
عَبْدُ الْعُزَّى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ وَحْدَهُ " أَبِي لَهْبٍ " بِإِسْكَانِ الْهَاءِ . قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ لُغَةً كَالشَّمْعِ، وَالشَّمَعِ وَالنَّهْرِ، وَالنَّهَرِ .
فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ كَنَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي الْكُنْيَةِ نَوْعُ تَعْظِيمٍ؟
فَعَنْهُ جَوَابَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِنْ صَحَّ أَنَّ اسْمَهُ
عَبْدُ الْعُزَّى، فَكَيْفَ يَذْكُرُهُ اللَّهُ بِهَذَا الِاسْمِ وَفِيهِ مَعْنَى الشِّرْكِ؟!
وَالثَّانِي: أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ اشْتَهَرُوا بِكُنَاهُمْ، وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُمْ أَسْمَاءٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: خَبَّرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ، وَأَبَا سُفْيَانَ [ ص: 260 ] ابْنَ الْعَلَاءِ أَسْمَاؤُهُمَا كُنَاهُمَا، فَإِنْ كَانَ اسْمُ
أَبِي لَهَبٍ كُنْيَتُهُ، فَإِنَّمَا ذَكَرَهُ بِمَا لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَبِيهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ ابْنُ أَخِي حَقًّا، فَإِنِّي أَفْتَدِي بِمَالِي، وَوَلَدِي، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَ " مَا " فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ . الْمَعْنَى: مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَكَسْبُهُ أَيْ: وَلَدُهُ . وَكَذَلِكَ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الْمُرَادُ بِكَسْبِهِ هَاهُنَا: وَلَدُهُ . وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2أَغْنَى " بِمَعْنَى يُغْنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=3سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ أَيْ: تَلْتَهِبُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ دُخَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ أَيْ: سَتَصْلَى امْرَأَتُهُ، وَهِيَ
أَمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ . وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِأَنَّهُ أَخْبَرَ بِهَذَا الْمَعْنَى أَنَّهُ وَزَوْجَتَهُ يَمُوتَانِ عَلَى الْكُفْرِ، فَكَانَ كَذَلِكَ . إِذْ لَوْ قَالَا بِأَلْسِنَتِهِمَا: قَدْ أَسْلَمْنَا، لَوَجَدَ الْكُفَّارُ مُتَعَلَّقًا فِي الرَّدِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنَّهُمَا لَا يُسْلِمَانِ بَاطِنًا وَلَا ظَاهِرًا، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ، [ ص: 261 ] nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: فَشَبَّهُوا النَّمِيمَةَ بِالْحَطَبِ، وَالْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ بِالنَّارِ، لِأَنَّهُمَا يَقَعَانِ بِالنَّمِيمَةِ، كَمَا تَلْتَهِبُ النَّارُ بِالْحَطَبِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَطِبُ الشَّوْكَ، فَتُلْقِيهِ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا، رَوَاهُ
عَطِيَّةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَطَبِ: الْخَطَايَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
وَالرَّابِعُ: أَنَّهَا كَانَتْ تُعَيِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَقْرِ، وَكَانَتْ تَحْتَطِبُ فَعُيِّرَتْ بِذَلِكَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَهُ بِالْمَالِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ وَحْدَهُ " حَمَّالَةَ الْحَطَبِ " بِالنَّصْبِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: مَنْ نَصَبَ " حَمَّالَةَ " فَعَلَى الذَّمِّ . وَالْمَعْنَى: أَعْنِي: حَمَّالَةَ
[ ص: 262 ] الْحَطَبِ . وَالْجِيدُ: الْعُنُقُ . وَالْمَسَدُ فِي لُغَةِ
الْعَرَبِ: الْحَبْلُ إِذَا كَانَ مِنْ لِيفِ الْمُقْلِ . وَقَدْ يُقَالُ لِمَا كَانَ مِنْ أَوْبَارِ الْإِبِلِ مِنَ الْحِبَالِ: " الْمَسَدُ " قَالَ الشَّاعِرُ:
وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانُقِ [صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْمَسَدُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ: اللِّيفُ دُونَ غَيْرِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنَّمَا الْمَسَدُ: كُلُّ مَا ضُفِرَ وَفُتِلَ مِنَ اللِّيفِ وَغَيْرِهِ .
وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا الْحَبْلِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا حِبَالٌ كَانَتْ تَكُونُ
بِمَكَّةَ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: حَبَلٌ مِنْ شَجَرٍ كَانَتْ تَحْتَطِبُ بِهِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ قِلَادَةٌ مَنْ وَدَعٍ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ بْنُ [ ص: 263 ] الزُّبَيْرِ . وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمُرَادُ بِهَذَا الْحَبْلِ: السِّلْسِلَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي النَّارِ، طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا . وَالْمَعْنَى: أَنَّ تِلْكَ السِّلْسِلَةَ قَدْ فُتِلَتْ فَتْلًا مُحْكَمًا، [فَهِيَ] فِي عُنُقِهَا تُعَذَّبُ بِهَا فِي النَّارِ .