الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [17 - 18] إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون

                                                                                                                                                                                                                                      إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة أي: بلونا مشركي مكة، فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم، هل يشكرون نعمته، فيحيوا حياة طيبة، أو يصرون على تكذيبه، فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي، ثم دمارهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معناه أصبناهم ببلية، وهي القحط والجوع، بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما بلونا أصحاب الجنة وهم قوم من أهل الكتاب، على ما روي عن ابن عباس ، أو ناس من الحبشة في قول عكرمة ، أي: كتابيون، فيتفق مع ما قبله، وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله، لولا محبة المأثور إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين أي: ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك ولا يستثنون قال المهايمي: أي: ولا يخرجون شيئا من حق المساكين، واقتصر عليه، وحكاه الرازي والقاضي قولا ثانيا، والأول أن معناه: ولا يقولون: إن شاء الله، واقتصر عليه ابن جرير . والأول أظهر، والاستثناء بمعنى الإخراج الحسي، والجملة معطوفة على: ليصرمنها ومقسم عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية