الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
198- قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ، فيه إباحة التجارة والإجارة وسائر أنواع المكاسب في الحج ، وأن ذلك لا يحبط أجرا ولا ينقص [ ص: 48 ] ثوابا ، خلافا لأبي حنيفة في منعه الإجارة ، وروى أحمد وغيره عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكري فهل لنا من حج؟ فقال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية فدعاه فقال: "أنتم حجاج".

قوله تعالى: فإذا أفضتم من عرفات فيه مشروعية الوقوف بها ، والإفاضة منها.

قوله تعالى: فاذكروا الله عند المشعر الحرام فيه مشروعية المبيت بمزدلفة والوقوف بقزح والذكر عنده والدعاء. روى الحاكم من طريق سالم عن ابن عمر قال: المشعر الحرام مزدلفة كلها ، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر مثله ، وروى سعيد بن منصور من طريق نافع عن ابن عمر قال: المشعر الحرام الجبل وما حوله ، وقال الكيا: الذكر في قوله: فاذكروا الله غير الذكر في قوله: واذكروه كما هداكم فالمراد بالثاني المفعول عن الوقوف بمزدلفة غداة جمع. قال: والصلاة بمعنى ذكر ، فيجوز أن يفهم منه تأخير المغرب إلى أن يجمع مع العشاء بمزدلفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية