الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف الزاي

40- الإمام أبو عمرو بن العلاء البصري أحد الأئمة السبعة :

هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن معد بن عدنان الإمام السيد أبو عمرو التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة .

ولد بمكة سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وقيل سنة خمس وستين وقيل سنة خمس وخمسين وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة . فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه . سمع أنس بن مالك وغيره وقرأ على الحسن بن أبي الحسن البصري وحميد بن قيس الأعرج وأبي العالية رفيع من مهران الرياشي على الصحيح وسعيد بن جبير وشيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النجود وعبد الله بن إسحاق الحضرمي وعبد الله بن كثير المكي وعطاء بن أبي رباح وعكرمة بن خالد المخزومي ومجاهد بن جبر ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن ونصر بن عاصم وأبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني ويزيد بن رومان ويحيى بن يعمر وغيرهم .

روى القراءة عنه عرضا وسماعا خلق كثيرون منهم : أحمد بن محمد بن عبد الله الليثي المعروف بختن ليث وأحمد بن موسى اللؤلؤي وإسحاق بن يوسف بن يعقوب الأنباري المعروف بالأزرق وحسين بن علي الجعفي وسلام بن سليمان الطويل وشجاع بن أبي نصر البلخي والعباس بن الفضل وعبد الله بن المبارك وعبد الملك بن قريب الأصمعي وعيسى بن عمرو الهمداني وهارون بن موسى الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي ويونس بن حبيب وغيرهم . وروى عنه الحروف محمد بن الحسن بن أبي سارة وسيبويه .

وكان -أبو عمرو بن العلاء عالما بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد قال أبو عمرو الأسدي لما أتى نعي أبي عمرو أتيت أولاده فعزيتهم عنه فإني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال : نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادا والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه .

ولد بمكة المكرمة كما تقدم ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة وقيل خمس وخمسين وقيل سنة سبع وخمسين وقيل سنة ثمان وأربعين ومائة رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عن القرآن وأهله خيرا . ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (288 - 292) تقدم .

41- شيخ الإسلام الشيخ زكريا الأنصاري :

هو أبو يحيى بن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنيكي المصري الشافعي
شيخ الإسلام كان قاضيا وإماما في التفسير حافظا للحديث عالما بالفقه والأصول مقدما في القراءات والتجويد وله مصنفات كثيرة معروفة في العلوم الشرعية والتجويد منها في التجويد : " تحفة نجباء العصر " أو " الدقائق [ ص: 645 ] المحكمة شرح الجزرية المقدمة " .

ولد سنة ثلاث وعشرين وثمنمائة للهجرة وتوفي سنة ست وعشرين وتسعمائة رحمه الله وبلغه رضاه .

ا هـ مختصرا من الأعلام للزركلي الجزء الثالث ص (80) تقدم .

قلت : وهذا العلم من رجال إسنادي في القراءات السبع والثلاث المتممة للقراءات العشر والقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة معا والقراءات العشر من طريق طيبة النشر رحمه الله تعالى رحمة واسعة .

42- سيدنا زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه :

هو أبو سعيد وأبو خارجة زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان بن عمرو بن عوف بن غانم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري المقرئ الفرضي الصحابي الجليل كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم قتل أبوه يوم بعاث - حرب كانت بين الأوس والخزرج - قبل الهجرة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وزيد صبي ذكي نجيب عمره إحدى عشرة سنة فأسلم وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعلم خط اليهود فجود الكتابة وكتب الوحي وحفظ القرآن الكريم وأتقنه وأتقن الفرائض وأحكمها وشهد الخندق وما بعدها وانتدبه الصديق - رضي الله عنه - لجمع القرآن فتتبعه وتعب على جمعه ثم عينه عثمان رضي الله عنه لكتابة المصحف الشريف وثوقا بحفظه ودينه وأمانته وحسن كتابته وأمره الخليفة الثالث على رسمه المصحف وتبعه الصحابة عليه في ذلك فلأن يلزم غيرهم رسمه أولى .

قرأ عليه القرآن جماعة منهم : ابن عباس رضي الله عنهما وأبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه وحدث عنه ابنه خارجة وأنس بن مالك وابن عمر ومروان وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وبشر بن سعيد وحجر المدري وطاووس وعروة وخلق سواهم، وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا حج، ومناقبه كثيرة توفي رضي الله عنه سنة أربع وخمسين أو خمس وخمسين للهجرة وقيل غير ذلك . والله أعلم .

انظر تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول ص (30 - 32) تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية