الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 768 ] 24- أبو علي الأهوازي :

هو الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز المقرئ الأستاذ أبو علي الأهوازي
صاحب المؤلفات شيخ القراء في عصره وأعلى من بقي في الدنيا إسنادا إمام كبير محدث .

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، قدم دمشق سنة إحدى وتسعين فاستوطنها ، عني من صغره بالروايات والأداء وذكر أنه قرأ لأبي عمرو على علي بن الحسين الغضائري عن القاسم بن زكريا المطرز تلميذ الدوري ، وقرأ لعاصم على الغضائري المذكور عن أحمد بن سهل الأشناني ، وقرأ لابن كثير على محمد بن محمد بن فيروز عن الحسن بن الحباب وقرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي عن ابن سيف .

وقرأ لقالون بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة على أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري ، وقرأ ببغداد على أبي حفص الكتاني وأبي الفرح الشنبوذي وبدمشق على محمد بن أحمد الجبني صاحب ابن الأخرم ، وقرأ على جماعة يطول ذكرهم وفيهم أناس لا يعرفون إلا من قبله .

وصنف عدة كتب في القراءات ككتاب الموجز والوجيز، ورحل إليه القراء لتبحره في الفن وعلو إسناده .

قرأ عليه أبو علي غلام الهراس وأبو القاسم الهذلي وأبو بكر أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي وأبو نصر أحمد بن علي الزينبي وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني ، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي وأبو الوحش سبيع بن قيراط وأبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي مؤلف كتاب المفتاح .

وكان عالي الرواية في الحديث أيضا روى عن نصر بن أحمد المرجى صاحب أبي يعلى الموصلي والمعافى بن زكريا الجريري وعبد الوهاب الكلابي وهبة الله بن موسى الموصلي وأبي مسلم الكاتب وخلق سواهم .

حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو سعد السمان وعبد الرحيم البخاري وعبد العزيز الكشاني والفقيه نصر المقدسي وأبو طاهر الحنائي وأبو القاسم النسيب ، وروى عنه بالإجازة أبو سعد أحمد بن الطيوري وقد تلقى القراء رواياته [ ص: 769 ] بالقبول وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة وذلك في حياة بعض شيوخه ، توفي في رابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة رحمه الله تعالى ورحمنا معه بفضله وكرمه إنه جواد كريم .

انتهى ملخصا من كتاب معرفة القراء الكبار الطبعة الأولى الجديدة الجزء الأول ص 402 - 405 تحت رقم 343 تقدم ، وكذلك من غاية النهاية الجزء الأول ص 220 - 222 تحت رقم 1006 تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية