الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف العين المهملة

59- الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي أحد الأئمة السبعة :

تقدمت ترجمة هذا الإمام الجليل والعلم الشهير في مقدمة هذا الكتاب ، فارجع إليها إن شئت والله الموفق .

60- العلامة البنهاوي :

هو عبد الحق بن محمد البنهاوي
-مصري- أستاذ كبير في القراءات والتجويد واللغة وغيرها وكان يقرئ في مسجد البهي الكائن بشارع السكة الجديدة بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية وقد تلقى عنه القراءات خلائق لا يحصون كثرة . منهم من تلقى عنه القراءات السبع من طريق الشاطبية ومنهم من تلقى عنه القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة والقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر . وأما من أخذ عنه علم التجويد فطوائف كثيرة يخطؤهم العد .

ومن مصنفاته التي وصلت إلينا مخطوط بعنوان " بهجة الصبيان في تجويد القرآن " وهو من أعيان علماء القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين كما يظهر مما كتبه بخطه آخر نسخة خطية له من " شرح الدرة في القراءات الثلاث " للعلامة الزبيدي فقد قال في آخرها ما نصه : " وكان الفراغ من نسخ هذا الشرح يوم الاثنين ثالث يوم من شهر ربيع الأول سنة 1304 هـ أربع وثلثمائة وألف من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة . أفدناه من فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي .

61- الحافظ السيوطي :

هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري بالتصغير والنسب . حافظ محدث مؤرخ أديب عالم بالقراءات له نحو من ستمائة مصنف منها : " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " و " الإتقان في علوم القرآن " و " الإكليل في استنباط التنزيل " وغيرها .

[ ص: 654 ] ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة للهجرة بأسيوط من أعمال مصر . وتوفي سنة إحدى عشرة وتسعمائة للهجرة رحمه الله تعالى ا هـ من الأعلام للزركلي الجزء الرابع ص (71 - 72) تقدم .

62- الإمام شيخ الإسلام أبو الفضل الرازي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه .

الإمام شيخ الإسلام أبو الفضل الرازي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه :

هو عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم بن جبريل بن محمد بن علي بن سليمان أبو الفضل الرازي العجلي الإمام المقرئ شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل مؤلف كتاب جامع الوقوف وغيره قرأ القرآن على أناس كثيرين منهم : علي بن داود الداراني وأبو عبد الله الحسين بن عثمان المجاهدي وأبو الحسن الحمامي وأحمد بن يحيى وأبو نصر أحمد بن علي السمناني وأحمد بن عثمان بن جعفر المؤدب والقاضي أبو الحسين علي بن الحسين البصري ومحمد بن الدينوري وأبو الفرج النهرواني وأبو بكر بن شاذان وطاهر بن غلبون وخلق غير هؤلاء وممن قرأ عليه القراءات أبو القاسم الهذلي صاحب الكامل وأبو علي الحداد وأبو معشر الطبري ونصر بن محمد الشيرازي شيخ السلفي وغيرهم .

وروى عنه القراءات محمد بن إبراهيم بن محمد المزكي ومنصور بن محمد بن الحسن بن محمد شيخ أبي العلاء يقال : إن مولده بمكة المشرفة ولا يزال ينتقل إلى البلدان على قدم التجريد والعرفان . قال أبو سعيد بن السمعاني : كان مقرئا فاضلا كثير التصانيف حسن السيرة متعبدا حسن العيش منفردا قانعا باليسير يقري أكثر أوقاته ويروي الحديث وكان يسافر وحده ويدخل البراري وقال عبد الغافر الفارسي في تاريخه : كان ثقة جوالا إماما في القراءات إلى أن قال : وإذا فتح عليه بشيء آثر به وهو ثقة ورع عارف بالقراءات والروايات عالم بالأدب والنحو أكبر من أن يدل عليه مثلي وهو أشهر من الشمس وأضوء من القمر ذو فنون من العلم وله شعر رائق في الزهد . ولد سنة إحدى وسبعين وثلثمائة للهجرة قال الحافظ ابن الجزري : ومات في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة . وكان يقول: أول سفري في الطلب كنت ابن ثلاثة عشرة سنة . فكان طوافه في البلاد إحدى وسبعين سنة رحمه الله تعالى ورضي عنه .

ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (361 - 363 تقدم ، وانظر [ ص: 655 ] معجم المؤلفين الجزء الخامس ص (116) تقدم وجاء فيه أنه توفي بنيسابور في جمادى الأولى إلخ ، وانظر بغية الوعاة للسيوطي ص (396) تقدم .

63- الحافظ أبو شامة .

هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان أبو القاسم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المعروف بأبي شامة
. الشيخ الإمام الحجة والحافظ ذو الفنون ، وقيل له أبو شامة لأنه كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة . ولد في أحد الربيعين سنة تسع وتسعين وخمسمائة وقرأ القراءات على السخاوي سنة ست عشر وستمائة . وروى الحروف عن أبي القاسم بن عيسى بالإسكندرية ، أخذ عنه القراءات الشيخ شهاب الدين حسين بن الكفري وأحمد بن مؤمن اللبان . وأخذ عنه الحروف وشرح الشاطبية الشيخ شرف الدين أحمد بن سباع القراري وإبراهيم بن فلاح الإسكندري .

وكتب وألف وكان أوحد زمانه صنف الكثير في أنواع العلوم فشرح الشاطبية مطولا ولم يكمله ثم اختصره وهو الشرح المشهور وكتاب شرح الحديث المقتفى في مبعث المصطفى وكتاب ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري ، وكتاب المحقق في الأصول . وكتاب الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز وغير ذلك .

ولي مشيخة الحديث الكبرى بالأشرفية ومشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية توفي في شهر رمضان يوم التاسع عشر سنة خمس وستين وستمائة من الهجرة ودفن خارج باب الفراديس بدمشق رحمه الله تعالى رحمة واسعة .

انتهى مختصرا من غاية النهاية الجزء الأول ص (365 - 366) تقدم .

64- ابن القاضي سنة 999 هـ - 1591 م - 1082 - 1671م :

هو عبد الرحمن بن أبي القاسم المكناسي الأصل الفاسي الدار والمنشأ المالكي ويعرف بابن القاضي عالم أديب مشارك في بعض العلوم توفي بفاس ، من آثاره :

" الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع " ، " إزالة الشك والالتباس في نقل الم أحسب الناس " ، " الاستحسان وما أعقله مورد الظمآن " ،

[ ص: 656 ] " أجوبة منظومة ومنثورة في أحكام الضبط والرسم " ا هـ من معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة الجزء الخامس ص (165)

65- ابن أبي بكرة :

هو عبد الرحمن بن نفيع بن الحارث بن بحر بن أبي بكرة الثقفي البصري
، وردت الرواية عنه في حروف القرآن وسمع أباه وعليا رضي الله عنه روى عنه محمد بن سيرين وعبد الملك بن عمير ، قال شعبة : كان عبد الرحمن أقرأ أهل البصرة ، وروى البخاري في التاريخ أنه أول مولود ولد بالبصرة ، وقال ابن معين : ولد سنة أربع عشرة وتوفي سنة ست وتسعين رحمه الله تعالى ، ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (380 - 381) تقدم .

66- العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود :

هو عبد العزيز بن الشيخ محمد علي بن الشيخ عبد الغني عيون السود
المولود في حمص سنة 1916م ألف [ ص: 657 ] وتسعمائة وست عشرة للميلاد عالم مقدم في العلوم الشرعية والعربية والقراءات وعلومها حنفي المذهب وهو من أجلة علماء حمص بسوريا بقية السلف في الخلف علما وتقى وورعا ومهابة ، ما رآه أحد إلا ذكر المخبتين وما رآه أحد على البديهة إلا هابه كان يطبق العلم بالعمل وكان كثير التلاوة للقرآن في الصلاة وكان يديم التهجد قبل الفجر، ويحيي ما بين المغرب والعشاء وما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس ويحرص على تطبيق السنة في عبادته وأكله وشربه ونومه وكل تصرفاته وكان كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب تواضعه الجم لجلسائه ومحبيه لا يذكر أحدا إلا بخير تولى مشيخة دور الإقراء بحمص وأمانة دار الإفتاء بها . حضر الفقه الحنفي وأصوله والحديث وعلومه والعلوم الشرعية والعربية عامة على مشايخ أجلاء من حمص وغيرها منهم في حمص والده وعمه الشيخ عبد الغفار والشيخ عبد القادر الخوجة وفي الجزائر الشيخ النعيم النعيمي المحدث . وأخذ القراءات وعلومها بالشام والحجاز ومصر .

فممن أخذ عنه بالشام الشيخ سليمان الفارسكوري المصري أخذ عنه القراءات السبع [ ص: 658 ] بمضمن الشاطبية والشيخ محمد سليم الحلواني شيخ القراء بدمشق الشام في وقته وقد أخذ عنه القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة . والشيخ عبد القادر قويدر العربيني أخذ عنه القراءات العشر بمضمن طيبة النشر .

ثم رحل إلى الحجاز فأخذ القراءات الأربع عشرة على العلامة الشيخ أحمد حامد التيجي شيخ القراء والإقراء بمكة المشرفة زادها الله شرفا وعزا ثم رحل إلى مصر فأخذ القراءات الأربع عشرة وناظمة الزهر في الفواصل وعقيلة أتراب القصائد في الرسم على شيخ شيخه العلامة التيجي المحقق الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم القراء والمقارئ بالديار المصرية الأسبق .

وقد جلس المترجم له للإقراء والفتيا في حمص بسوريا فأخذ عنه الجم الغفير القراءات وعلومها وكذلك العلوم العربية والشرعية .

فممن أخذ عنه القراءات العشر بمضمن طيبة النشر الشيخ محمد تميم الزعبي والشيخ المحدث النعيم النعيمي الجزائري أخذ عنه القراءات الأربع عشرة وغيرها .

وممن أخذ عنه القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة الشيخ عبد الغفار الدروبي وغيره . وممن أخذ القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر من طريق الدرة الشيخ سعيد عبد الله شيخ القراء بحماة بسوريا وخلق غير هؤلاء وأجازهم .

وله مصنفات وتحقيقات وأبحاث عدة منها :

الفتن والملاحم وعلامات الساعة الصغرى والكبرى .

ورسالة النفس المطمئنة في أحكام الغنة .

ورسالة في أحكام البيوع وغيرها .

وبعد حياة حافلة مليئة بخدمة كتاب الله تعالى وتقديم العلم للمسلمين توضأ المترجم وبدأ في صلاة التهجد كعادته وتوفي في أثناء الصلاة في ليلة السبت الثالث عشر من شهر صفر الخير سنة 1399 هـ تسع وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة عن عمر قارب الثلاثة والستين عاما رحمه الله رحمة واسعة وأورده موارد الأبرار . وقد شيعه خلق كثير وجم غفير من علماء سوريا ووجهائها ورثاه غير واحد من الفضلاء منهم : الأستاذ راتب السيد بقصيدة عظيمة مطلعها :

[ ص: 659 ]

بكى عليك البيان اليوم والقلم يا كامل الفضل والإرشاد يا علم     بكت عليك عيون سال مدمعها
دمعا هتوفا فسال الدمع وهو دم     عبد العزيز عيون السود واأسفا
عليه مات التقى والعز والشمم     بنى من العلم صرحا لا يطاوله
بذلك من قرؤوا القرآن أو علموا     شيخ جليل له في العلم منزلة
جلت عن الوصف لا يرقى لها قلم     فإن أتيت عن التفسير تسأله
وصلت فهو العليم الحاذق الفهم     هو العلا والنهى والفضل أجمعه
والعزم والحزم والإفصاح والحكم     لقنت ناشئة الأجيال كل هدى
وكنت أعذب ورد في الهدى لهم     جاءوك يبغون علما فانبريت لهم
معلما منقذا مما يظلهم     نستودع الله شيخا كان شيخ تقى
وكان في العلم وهو المفرد العلم

أفدناه ملخصا مع التصرف من مجلة حضارة الإسلام السنة العشرون . العدد الأول في ربيع الأنوار سنة 1399 هـ الصادرة في سوريا تحت مقال بعنوان " رجل فقدناه " ص (78) بقلم فضيلة الشيخ محمد علي مشعل من علماء حمص والمدرس بالمعهد العالي للدعوة بالمدينة المنورة ، يقول مقيده أفقر العباد وأحوجهم إلى الله عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي : إن هذا العالم الجليل هو أخي في الإسناد بالنسبة لما أخذه عن العلامة الضباع فإن الشيخ الضباع رحمه الله قد أخذ عن العلامة الخطيب الشعار عن الإمام المتولي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته وبالنسبة لي فقد أخذت عن العلامة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات -حفظه الله- بالقاهرة وهو عن العلامة الشيخ عبد الفتاح هنيدي وهو عن الإمام المتولي . وهذا ما نحمد الله تعالى عليه فإن هذا السند هو أعلى سند في مصر الآن، وعلو السند قربة من رب العالمين جل ثناؤه وتقدست أسماؤه اللهم اجعلنا من أهل القرآن وشفعه فينا يا ذا الجلال والإكرام آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية