الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
93- الإمام العلامة أبو الحسن السخاوي :

هو علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب بن عطاس الإمام العلامة علم الدين أبو الحسن الهمذاني السخاوي المقرئ
المفسر النحوي اللغوي الشافعي شيخ مشايخ الإقراء بدمشق . ولد سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة بسخا من عمل مصر وسمع بإسكندرية من السلفي وأبي طاهر بن عوف وبمصر من عساكر بن علي والبوصيري وابن ياسين وغيرهم . قرأ القراءات بالديار المصرية على ولي الله أبي القاسم الشاطبي وبه انتفع وعلى أبي الجواد وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وعساكر بن علي ثم رحل إلى دمشق فقرأ القراءات الكثيرة على أبي اليمن الكندي، وأخذ عنه النحو واللغة والأدب وروى كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري بقراءته عن داود بن أحمد بن محمد البغدادي عن المؤلف سماعا وسمع من القاسم بن عساكر وحنبل بن عبد الله وغيرهم . وكان إماما علامة محققا مقرئا مجودا بصيرا بالقراءات وعللها إماما في النحو واللغة والتفسير والأدب . أتقن هذه العلوم إتقانا بليغا وليس في عصره من يلحقه فيها، وكان مع ذلك دينا خيرا متواضعا مطرح التكليف حلو المحاضرة حسن النادرة حاد القريحة من أذكياء بني آدم وافر الحرمة كبير القدر ليس له شغل إلا [ ص: 686 ] العلم والإفادة أقرأ الناس نيفا وأربعين سنة بجامع دمشق عند رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام وقصده الطلبة من الآفاق وازدحموا عليه وتنافسوا في الأخذ . قال الحافظ أبو عبد الله في تاريخ الإسلام قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية ولا أعلم أحدا من القراء في الدنيا أكثر أصحابا منه . وممن قرأ القراءات السبع أبو الفتح محمد بن علي الأنصاري والحافظ أبو شامة والقاضي عبد السلام الزواوي والرشيد أبو بكر بن أبي الدر والتقي يعقوب الجرايدي وغيرهم ممن يخطئهم العد وألف الكثير من الكتب منها : شرح الشاطبية وسماه فتح الوصيد وهو أول من شرحها بل هو - والله أعلم - سبب شهرتها في الآفاق وإليه أشاد الشاطبي بقوله : " يقيض الله لها فتى يشرحها " وشرح الرائية وسماه " الوسيلة إلى شرح العقيلة " وله كتاب جمال القراء وكمال الإقراء فيه عدة مصنفات وهو من أجل الكتب وكتاب المفضل في شرح المفصل وهو كتاب نفيس في أربعة أسفار وكتاب القصائد السبعة في مدح سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شرحه الشيخ أبو شامة وغيرها . قال أبو شامة : وفي ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية ودفن بقاسيون وكانت على جنازته هيبة وجلالة وإخبات ومنه استفدت علوما جمة كالقراءات والتفسير وفنون العربية وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة وهو عني راض رحمه الله تعالى رحمة واسعة آمين .

ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (568 - 571) تقدم .

94- الإمام أبو الحسن بن بري :

هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين الرباطي المعروف بابن بري
. كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات وتوجيهها والتفسير والفقه واللغة وغيرها . وولي كتابة الخلافة بالمغرب وله تآليف عديدة منها : " الدر اللوامع " نظمه في أصل مقرأ الإمام نافع وغيره وهذا النظم المبارك تعاقب عليه شراح كثيرون من بعده وهذا دليل على القبول . ولد بتازة في حدود سنة ستين وستمائة وتوفي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة للهجرة وقيل قبل ذلك بعام رحمه الله تعالى .

[ ص: 687 ] انتهى من خاتمة كتاب النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع للعلامة إبراهيم المارغني سبقت الإشارة إليه .

هذا : وجاء في معجم المؤلفين لكحالة ج 7 ص (220) بالنسبة لتاريخ الوفاة أنه عام 730 هـ ثلاثين وسبعمائة وفي رواية إحدى وثلاثين وسبعمائة وفي أخرى ثلاثة وثلاثين وسبعمائة . وانظر الأعلام للزركلي ج 5 ص (156) تقدم .

95- الإمام أبو الحسن علي النوري الصفاقسي :

هو أبو الحسن علي بن محمد النوري بن سليم الصفاقسي
كان رجلا صالحا تقيا عفيفا متكلما محدثا مفسرا واعظا عارفا بعلوم العربية بأسرها وبأصول الفقه وفروعه والقراءات وأحكامها . وكان مصلحا أنشأ المدارس القرآنية . ومجاهدا رابط في الثغور وجهز الغازين . وقاتل في سبيل الله تعالى وصنف كثيرا من كتب القراءات والتجويد والفقه وغيرها ومن ذلك " كتاب غيث النفع في القراءات السبع " وهو عمدة الطلاب والمقرئين في الدنيا ، وما جاء بعده فعالة عليه ومرده إليه و " كتاب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين " وهو عمدة الطلاب والمقرئين في فن التجويد، وغير هذين الكتابين كثير .

ولد بصفاقس بتونس في سنة ثلاث وخمسين وألف من الهجرة .

وتوفي بها سنة سبع عشرة ومائة وألف هجرية رحمه الله رحمة واسعة ا هـ بتصرف من المترجم له " تنبيه الغافلين " فصل التعريف بالمؤلف تقديم وتصحيح محمد الشاذلي النيفر - نشر وتوزيع مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله بتونس عام 1974 م تقدم .

وانظر الأعلام للزركلي الجزء الخامس ص (183) تقدم .

96- أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه :

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بتقديم الراء على الزاي بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي أمير المؤمنين أبو حفص رضي الله عنه .

[ ص: 688 ] وردت الراوية عنه في حروف القرآن وقال أبو العالية الرياحي : قرأت القرآن على عمر أربع مرات وأكلت معه اللحم رواه جماعة من الثقات عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت : قال لي أبو العالية فذكرته وهذا سند صحيح لا شك فيه .

ومناقبه أعظم من أن تذكر روينا عن علي رضي الله عنه قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال : يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي قال : فما أخبرتهما حتى ماتا . ومن حديث الصعب بن جثامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة ، واستشهد رضي الله عنه يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين . وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وعشرة أيام انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (591) تقدم .

وانظر تقريب التهذيب للحافظ ابن الحجر ص (253) تقدم .

97- سيبويه :

هو أبو بشر عمرو بن عثمان الحارثي بالولاء
، ومعنى سيبويه رائحة التفاح بالفارسية كان إمام النحاة ومصنف " الكتاب " في النحو لا مثيل له ، ولد سنة ثمانية وأربعين ومائة وتوفي سنة ثمانين ومائة للهجرة على الأظهر رحمه الله رحمة واسعة .

ا هـ بتصرف من الأعلام للزركلي الجزء الخامس ص (252) تقدم .

98- قالون : راوي الإمام نافع المدني :

هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي ويقال المري مولى بني زهرة أبو موسى الملقب قالون قارئ المدينة ونحويها ، يقال إنه ربيب نافع وقد اختص به كثيرا وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته فإن قالون بلغة الرومية جيد . . . قال الأهوازي ولد سنة عشرين ومائة . وقرأ على نافع سنة خمسين قال قالون : قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي .

[ ص: 689 ] أخذ قالون القراءة عرضا عن نافع قراءة نافع وقراءة أبي جعفر وعرض أيضا على عيسى بن وردان روى القراءة عنه خلق كثير منهم : إبراهيم وأحمد ولداه وإبراهيم بن الحسين الكسائي وإبراهيم بن محمد المدني وأحمد بن صالح المصري وأحمد بن يزيد الحلواني وإسماعيل بن إسحاق القاضي وغيرهم .

وكان قالون أصم لا يسمع البوق فإذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه وتوفي قالون سنة عشرين ومائتين على الأصح رحمه الله تعالى .

انتهى مختصرا من غاية النهاية الجزء الأول ص (615 - 616) تقدم .

99- ابن وردان : راوي الإمام أبي جعفر المدني:

هو عيسى بن وردان أبو الحارث المدني الحذاء إمام مقرئ حاذق وراو محقق ضابط عرض على أبي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع وهو من قدماء أصحابه قال الداني : هو من جلة أصحاب نافع وقدمائها وقد شاركه في الإسناد وعرض عليه إسماعيل بن جعفر وقالون ومحمد بن عمر الواقدي مات فيما أحسب في حدود الستين ومائة ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (616) تقدم .

100- ابن أبي داود المحدث :

هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر السجستاني البغدادي الإمام
المشهور صاحب كتاب المصاحف ابن الإمام أبي داود صاحب السنن ثقة كبير مأمون ، روى الحروف عن أبي خلاد سليمان بن خلاد والحسن بن الأبح وأبي زيد عمر بن شيبة ويونس بن حبيب الأصبهاني وموسى بن حزام الترمذي ويعقوب بن سفيان الفسوي . وروى عنه القراءة ابن مجاهد والنقاش وعبد الواحد بن عمر ومحمد بن أحمد بن علي البغدادي وغيرهم .

ولد سنة ثلاثين ومائتين وتوفي سنة ست عشرة وثلثمائة هجرية رحمه الله تعالى .

انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (420 - 421) تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية