الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
42- شيخ شيوخنا ابن هذيل البلنسي " :

هو علي بن محمد بن علي بن هذيل الأستاذ أبو الحسن البلنسي
إمام زاهد ثقة عالم قرأ الكثير على أبي داود ولازمه مدة سنين لأنه كان زوج أمه فنشأ في حجره وسمع منه كتبا كثيرة وهو أجل أصحابه وأثبتهم ، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة وأجاز له أبو الحسن بن البياز وحازم بن محمد ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه .

قرأ عليه أبو القاسم الشاطبي ومحمد بن خلف البلنسي ومحمد بن سعيد المرادي ومحمد بن أيوب الغافقي ، وأحمد بن علي الحصار وابنه محمد بن علي بن هذيل وخلق غير هؤلاء .

قال الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدنيا والتقلل ، صواما كثير الصدقة، كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فيصحبه الطلبة فمن قارئ وسامع وهو منشرح لذلك طويل الاحتمال على [ ص: 791 ] فرط ملازمتهم ليلا ونهارا ، أسن وعمر وهو آخر من حدث عن أبي داود ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته في التجويد والإتقان . حدث عن جلة لا يحصون وروى العلم نحوا من ستين سنة .

ولد سنة سبعين أو سنة إحدى وسبعين وأربعمائة وتوفي يوم الخميس سابع عشر من رجب سنة 564 هـ أربع وستين وخمسمائة للهجرة ، وصلى عليه من الغد وحضره السلطان أبو الحجاج يوسف بن سعد وتزاحم الناس على نعشه ، وأم الناس في الصلاة عليه أبو الحسن بن النعمة رحمه الله ورحمنا معه بفضله وكرمه آمين .

انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (573) تحت رقم 2339 ، وانظر ترجمته في نيل الابتهاج ص (199) وهي بنحو ما ذكر في غاية النهاية .

التالي السابق


الخدمات العلمية