الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
46- شيخ شيوخنا " تقي الدين الصائغ المصري الشافعي " :

هو محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي الشيخ تقي الدين أبو عبد الله الصائغ المصري الشافعي
مسند عصره ورحلة وقته وشيخ زمانه وإمام أوانه .

ولد ثامن عشر من جمادى الأولى سنة 636 هـ ست وثلاثين وستمائة وقرأ على غير واحد من الثقات .

منهم : الشيخ كمال الدين إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن فارس ، قرأ عليه جمعا بالقراءات الاثنتي عشرة ختمتين الأولى في جماعة والأخرى بمفرده عندما حضر ابن فارس إلى مصر بطلب من السلطات يتعلق به، وكل من الختمتين بمضمن المبهج وإرادة الطالب في العشر وتبصرة المبتدي في السبع والإيجاز والكفاية في [ ص: 794 ] الست، كل ذلك من تأليف سبط الخياط وبكتب كثيرة غير ما ذكر على هذا الشيخ الجليل .

وقرأ على الشيخ كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع الضرير العباسي تسع ختمات ثمانية بإفراد الثمانية السبعة ويعقوب وتاسعة جمع فيها القراءات بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية والتجريد والمستنير وتذكرة ابن غلبون والتمهيد للمالكي والتلخيص لأبي معشر .

وقرأ على عبد الرحمن بن مرهف بن ناشرة بمضمن التيسير والعنوان وسمع من الرشيد القرشي الحافظ وغيره وصحب الإمام رضي الدين أبا عبد الله الشاطبي . وعمر حتى لم يبق معه من يشاركه في شيوخه . ورحل إليه الخلق من الأقطار وازدحم الناس عليه لعلو سنده وكثرة مروياته . وجلس للإقراء بمدرسته الطيبرسية بمصر والجامع العتيق، ولازم الإقراء ليلا ونهارا فقرأ عليه خلق لا يحصون يضيق المقام بذكرهم هنا .

وكان إماما أستاذا نقالا ثقة عدلا محررا صابرا على الإقراء .

قال الحافظ ابن الجزري : أخبرني شيخنا أحمد بن رجب البغدادي قال : أخبرني شيخنا النجم بن مؤمن قال : قرأت القراءات على الصائغ بعدة كتب في سبعة عشر يوما وكان مع ذلك حسن الصوت طيب القراءة ، وحكايته في قراءته في صلاة الفجر في قوله تعالى : وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد مشهورة أخبرني بها غير واحد من أصحابه منهم أبو بكر بن الجندي أنه كان حاضرا ذلك اليوم، توفي في الثامن عشر من صفر سنة 725 هـ خمس وعشرين [ ص: 795 ] وسبعمائة من الهجرة بمصر رحمه الله تعالى .

انتهى مختصرا من غاية النهاية الجزء الثاني ص 65 - 67 تحت رقم 2738 .

قلت : وهذا العالم الجليل من شيوخ شيوخنا ومن رجال إسنادنا في إجازاتنا في القراءات كما هو مثبت في أول الكتاب والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية