الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويجب ترتيبها ) بأن يأتي بها على نظمها المعهود ( الفاتحة ) لأنه مناط البلاغة والإعجاز ، فإن تعمد تركه ولم يتغير المعنى استأنف القراءة ، ويفارق نحو الوضوء والأذان والطواف والسعي بأن الترتيب هنا لما كان مناط البلاغة والإعجاز كان الاعتناء به أكثر ، فجعل قصد التكميل بالمرتب صارفا عن صحة البناء ، بخلاف تلك الصور ، ومن صرح بأنه يبني هنا مراده [ ص: 482 ] ما إذا لم يقصد التكميل بالمرتب ولم يطل غير المرتب أخذا مما يأتي ، أما إذا غير المعنى فتبطل صلاته ، وأما إذا سها بتركه فإن طال غير المرتب استأنف وإلا بنى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله لأنه مناط البلاغة ) أي مرجع وعبارة المصباح ناطه نوطا من باب قال علقه ، واسم موضع التعليق مناط بفتح الميم ، وقوله والإعجاز عطف مغاير لأن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع بلاغته والإعجاز مسبب عنها ( قوله فإن تعمد تركه ) ليس بقيد بل متى قصد التكميل بما أخره لا يعتد به كما يعلم مما يأتي ( قوله ويفارق نحو الوضوء ) أي حيث يبنى على المنتظم وإن قصد به تكميل غير المنتظم [ ص: 482 ] ومن النحو رمي الجمار .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 480 - 481 ] قوله : فإن تعمد تركه ) ليس بقيد ، فإن الاستئناف لا بد منه بكل حال حيث قصد التكميل الذي هو فرض المسألة كما يعلم مما يأتي ، وأما أخذ الشارح مفهومه فيما يأتي ، فهو مبني على ما زاده من القيد الآتي وستعلم ما فيه ( قوله : والطواف ) [ ص: 482 ] لم تظهر صورة الترتيب الحقيقي فيه ( قوله : ولم يطل غير المرتب ) هذا قيد زاده تبعا للإمداد على ما في كلامهم ، وهو يخرج عن صورة المسألة إذ صورتها كما يعلم بمراجعة كلامهم أنه أتى بنصف الفاتحة الثاني مثلا أولا ثم أتى بالنصف الأول ، وأصل هذه السوادة للروض وشرحه وليس فيهما هذا القيد ، وهو إنما يناسب مسائل قطع الموالاة الآتية ( قوله : فإن طال غير المرتب ) مبني على القيد الذي زاده ومر ما فيه




                                                                                                                            الخدمات العلمية