الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
681 713 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=650672لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء nindex.php?page=showalam&ids=115بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : ( nindex.php?page=treesubj&link=18650_28642_1758_29394_28983_1729_31162_31184_22742_24993_1727_23311_1650مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر يصلي بالناس ) ، فقلت : يا رسول الله ، أبو nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ؟ فقال : ( مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر يصلي بالناس ) ، فقلت nindex.php?page=showalam&ids=41لحفصة : قولي له : إن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، قال : ( إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن يصلي بالناس ) ، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة ، فقام يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد ، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما ، وكان [ ص: 237 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس يقتدون بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر .
قد تقدم ذكر هذا الحديث والإشارة إلى ما قيل في هذه اللفظة ، وهي : ( عن يسار nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ) ؛ فإن nindex.php?page=showalam&ids=12156أبا معاوية تفرد بها ، وما قيل فيما بعدها ، وأنه مدرج ، واختلاف الناس : هل كان أبو بكر إماما أو مأموما .
فإن قوله : ( يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قد قيل : إن المراد به : أنه كان يراعي في صلاته التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويفعل ما كان أسهل عليه وأخف وأيسر ، فكان ذلك اقتداؤه به ، من غير أن يكون مؤتما به ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=61لعثمان بن أبي العاص لما استعمله على الطائف ، وأمره بتخفيف الصلاة بالناس ، وقال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=698075 ( اقتد بأضعفهم ) أي : راع حال الضعفاء ممن يصلي وراءك ، فصل صلاة لا تشق عليهم .
والأكثرون فسروا اقتداء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان مؤتما بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر .
وأما قوله : ( والناس يقتدون بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ) فاختلف الناس في تأويله أيضا .
فقالت طائفة : المعنى أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان يسمعهم التكبير لضعف صوت النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ، فكان اقتداؤهم بصوت nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وكان مبلغا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن إماما للناس ، فاقتداء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر والناس كلهم إنما كان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان أبو بكر يبلغ عن النبي صلى الله عليه وسلم التكبير ؛ ليتمكنوا من الاقتداء .
ومما يتفرع على ذلك : أن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال : nindex.php?page=treesubj&link=1657إذا انتهيت إلى الصف الآخر ، ولم يرفعوا رءوسهم ، وقد رفع الإمام ، فاركع ؛ فإن بعضكم أئمة بعض .
وهذا قول غريب ، والجمهور على خلافه ، وأن الاعتبار بالإمام وحده في [ ص: 238 ] إدراك الركعة بإدراك ركوعه .
وهذا هو المعنى الذي بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا ، وكذلك بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره .
وهو قول أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، على قولهم : إن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان مؤتما بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنهم اختلفوا : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ، أو مأموما به ؟ على وجهين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : بل كان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ، وكان أبو بكر إماما للناس الذين وراءه ، فكانت تلك الصلاة بإمامين .
واختلفت الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في الصلاة بإمامين : هل هي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، أو هو حكم عام يستوي فيه جميع الأئمة ؟ على ثلاث روايات عنه .
واختار أبو بكر بن جعفر وغيره من أصحابنا رواية اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650624أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجعا ، فأمر nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن يصلي بالناس ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة ، فقعد إلى جنب nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فأم رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر وهو قاعد ، وأم الناس أبو بكر وهو قائم .
والصحيح : أن قوله : ( فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة ) إلى آخر الحديث مدرج من قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13608وابن نمير وغيرهما ، عن هشام بغير هذا اللفظ ، وقد سبق ذلك .
قد تقدم ذكر هذا الحديث والإشارة إلى ما قيل في هذه اللفظة ، وهي : ( عن يسار nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ) ؛ فإن nindex.php?page=showalam&ids=12156أبا معاوية تفرد بها ، وما قيل فيما بعدها ، وأنه مدرج ، واختلاف الناس : هل كان أبو بكر إماما أو مأموما .
فإن قوله : ( يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قد قيل : إن المراد به : أنه كان يراعي في صلاته التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويفعل ما كان أسهل عليه وأخف وأيسر ، فكان ذلك اقتداؤه به ، من غير أن يكون مؤتما به ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=61لعثمان بن أبي العاص لما استعمله على الطائف ، وأمره بتخفيف الصلاة بالناس ، وقال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=698075 ( اقتد بأضعفهم ) أي : راع حال الضعفاء ممن يصلي وراءك ، فصل صلاة لا تشق عليهم .
والأكثرون فسروا اقتداء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان مؤتما بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر .
وأما قوله : ( والناس يقتدون بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ) فاختلف الناس في تأويله أيضا .
فقالت طائفة : المعنى أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان يسمعهم التكبير لضعف صوت النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ، فكان اقتداؤهم بصوت nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وكان مبلغا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن إماما للناس ، فاقتداء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر والناس كلهم إنما كان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان أبو بكر يبلغ عن النبي صلى الله عليه وسلم التكبير ؛ ليتمكنوا من الاقتداء .
ومما يتفرع على ذلك : أن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال : nindex.php?page=treesubj&link=1657إذا انتهيت إلى الصف الآخر ، ولم يرفعوا رءوسهم ، وقد رفع الإمام ، فاركع ؛ فإن بعضكم أئمة بعض .
وهذا قول غريب ، والجمهور على خلافه ، وأن الاعتبار بالإمام وحده في [ ص: 238 ] إدراك الركعة بإدراك ركوعه .
وهذا هو المعنى الذي بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا ، وكذلك بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره .
وهو قول أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، على قولهم : إن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان مؤتما بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنهم اختلفوا : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ، أو مأموما به ؟ على وجهين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : بل كان النبي صلى الله عليه وسلم إماما nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ، وكان أبو بكر إماما للناس الذين وراءه ، فكانت تلك الصلاة بإمامين .
واختلفت الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في الصلاة بإمامين : هل هي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، أو هو حكم عام يستوي فيه جميع الأئمة ؟ على ثلاث روايات عنه .
واختار أبو بكر بن جعفر وغيره من أصحابنا رواية اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650624أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجعا ، فأمر nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن يصلي بالناس ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة ، فقعد إلى جنب nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فأم رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر وهو قاعد ، وأم الناس أبو بكر وهو قائم .
والصحيح : أن قوله : ( فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة ) إلى آخر الحديث مدرج من قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13608وابن نمير وغيرهما ، عن هشام بغير هذا اللفظ ، وقد سبق ذلك .