الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6007 [ ص: 304 ] 39 - باب: التعوذ من المأثم والمغرم

                                                                                                                                                                                                                              6368 - حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب". [انظر: 832 - مسلم: 589 - فتح: 11 \ 176].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              المسيح: بفتح أوله وكسر ثانيه، وكسرهما مشدد السين، فمن شدد فهو ممسوح العين، ومن خفف فهو من المساحة; لأنه يمسح الأرض; أو لأنه ممسوح العين اليمنى، أي: أعورها، وقال ابن فارس: المسيح الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له، ولا حاجب.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 305 ] والدجال من الدجل وهي التغطية; لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير، أو لتغطيته الحق بكذبه، أو لأنه يقطع الأرض.

                                                                                                                                                                                                                              وذكر "الثلج والبرد"; لإنقائهما ولبعدهما من مخالطة النجاسة، وذكر التنقية والإبعاد للتأكيد، وقال الداودي: هو مجاز يعني: كما يغسل ماء الثلج وماء البرد ما يصيبه.

                                                                                                                                                                                                                              و"الدنس": الوسخ، و"خطاياي": جمع خطيئة، وأصلها: خطائئ، على وزن فعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء; لأن قبلها كسرة ثم استثقلت فقلبت الياء ألفا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفاء ما بين الألفين، وقيل: لما سهل صار مثل هدية وهدايا.

                                                                                                                                                                                                                              و"البرد" بفتح الباء والراء: حب الغمام، يقال: منه بردت الأرض وبرد بنو فلان.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 306 ] (



                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية