الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6108 [ ص: 498 ] 22 - باب: ما يكره من قيل وقال

                                                                                                                                                                                                                              6473 - حدثنا علي بن مسلم، حدثنا هشيم، أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكتب إليه المغيرة: أني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". ثلاث مرات. قال: وكان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات.

                                                                                                                                                                                                                              وعن هشيم، أخبرنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ورادا يحدث هذا الحديث، عن المغيرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 844 - مسلم: 593 - فتح: 11 \ 306].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث المغيرة بطوله، وقد سلف، وفيه: وكان ينهى عن قيل وقال.

                                                                                                                                                                                                                              لا جرم حذفه ابن بطال.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عبيد: فيه تجوز غريب، وذلك أنه جعل القال مصدرا كأنه قال: عن قيل، قال، وقول، يقال، قلت، قولا، وقيلا، وقالا، ومعناه أنه نهى عن الإكثار مما لا يغني من أحاديث الناس، ورويناه منونا على أنه مصدر فيهما، وروي تركه، وقيل في معناه: إنه يذكر أقوالا للعلماء في الحادثة، ويرتكب أحدها بغير دليل.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (وعن كثرة السؤال) أي: عما لا حاجة فيه، أو السؤال المعروف، أو الإلحاف فيه أو عما لا يعني كان نهى عنه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 499 ] وقال مالك: والله ما نعرف إن كان هو هذا الذي أنتم فيه من تفريع المسائل. وقيل: أراد النهي عن السؤال عن أشياء سألت عنها، وأراد السؤال عنها لئلا يحرم شيئا كان مسكوتا عنه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (وإضاعة المال) أي: وضعه في غير محله وحقه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ومنع وهات) يعني: منع ما يجب من الحقوق وسؤال ما ليس له.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ووأد البنات) هي البنت تدفن حية، كانوا يفعلونه في الجاهلية إذا ولد للفقير منهم بنت دسها في التراب، كما حكى الله عنهم، يقال: وأدت الوائدة ولدها تئده وأدا، وكل هذا سلف واضحا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية